يشهد سوق الانتقالات بالدوري الإنجليزي الممتاز "برودا" واضحا هذا الصيف، حيث لم نشهد أي صفقة من العيار الثقيل، بل على العكس، رحل أحد أبرز نجوم الدوري، وقد يلحقه نجوم آخرون.
لعل تصدر نادي أستون فيلا، الصاعد حديثا للبريميرليغ، قائمة أكثر الأندية إنفاقا هذا الصيف، يعد أكبر دليل على "برود" واضح في سوق الانتقالات هذا الصيف، وخاصة بين عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولم ينفق مثلا، بطل أوروبا، ليفربول، سوى 1.6 مليون دولار في السوق حتى الآن، بينما أنفق أرسنال 40 مليون دولار فقط، وأكثر منه بقليل تشلسي الإنجليزي.
بينما أنفق مانشستر سيتي 84 مليون دولار، ذهب معضمها للتعاقد مع الإسباني رودري، لاعب الوسط الجديد القادم من أتلتيكو مدريد.
وفي المقابل، رحل أحد أبرز نجوم الدوري، البلجيكي إيدن هازارد، إلى ريال مدريد الإسباني، ويتوقع رحيل نجوم آخرين في الأيام المقبلة، أبرزهم الألماني ليروي ساني لاعب مانشستر سيتي، والبلجيكي روميلو لوكاكو نجم مانشستر يونايتد.
ولم يكن هازارد الراحل الوحيد عن الدوري، فرحل عدد من اللاعبين المؤثرين، مثل كيران تريبيير، لاعب توتنهام، إلى أتلتيكو مدريد، وأندير هيريرا، نجم وسط مانشستر يونايتد، إلى باريس سان جرمان.
فما هي أبرز أسباب "البرود" الذي يشهده سوق الانتقالات، بالرغم من حرارة الصيف المرتفعة؟
تكدس النجوم
من أبرز الأسباب لغياب الانتقالات الكبيرة، هي تكدس النجوم في الفرق الإنجليزية، مما أجبر الأندية على التريث قليلا هذا الصيف، خاصة وأن العديد من النجوم أصبح لهم أماكن محجوزة مع الفرق الكبرى.
تكدس النجوم قد يدفع نجم مانشستر سيتي ليروي ساني للرحيل قريبا، فلاعب مثل ساني، بالرغم من إمكانياته العالية، لم يجد مكانا له في تشكيلة المدرب بيب غوارديولا.
ضعف الشخصية
أثبتت الأندية الملاحقة لليفربول ومانشستر سيتي، "ضعف شخصيتها" الموسم الماضي، مما أفقدها جاذبيتها المعهودة.
ومن أبرز هذه الفرق مانشستر يونايتد وأرسنال وتشلسي، وهي الأندية التي فقدت بريقها في عالم كرة القدم في الأعوام الماضية، مما دفع نجوم الكرة بالتفكير في أندية ذات شخصية قوية، مثل يوفنتوس وأتلتيكو مدريد، قبل التفكير بالمجازفة بالانتقال "لملاحقي البريميرليغ".
متلازمة نيمار
وفر النجم البرازيلي نيمار دروسا عديدة عن "أضرار التعاقد مع النجوم" بالنسبة لأندية العالم، خلال فترة لعبه مع باريس سان جرمان في الأعوام الأخيرة.
ودفعت "متلازمة نيمار" الأندية الإنجليزية للتفكير طويلا قبل القيام بتعاقدات "ضخمة"، خوفا من التعاقد مع لاعب يجلب المشاكل الشخصية للنادي، ويزرع الفرقة في غرفة تبديل الملابس.
فشل نجوم المنتخبات
عادة ما "يشتعل" سوق الانتقالات بعد انتهاء البطولات الدولية في الصيف، مثل كأس العالم أو بطولة أمم أوروبا، ولكن هذا الصيف شهد غياب نجوم المنتخبات في البطولات الدولية، مثل كأس أمم أفريقيا وكوبا أميركا.
ولم يظهر للعالم أي أسماء جديدة على الساحة خلال البطولتين، التي أحرز لقبيها البرازيل والجزائر، بأداء جماعي، من دون الاعتماد على "مهارة الفرد".
أزمة تشلسي
من الأمور التي ساهمت "ببرود" تشلسي في سوق الانتقالات، وهو المعروف بصفقاته الضخمة، هي العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على النادي، بالحرمان من التعاقد مع لاعبين العام المقبل.
هذه العقوبة أبعدت النجوم من الانتقال "للبلوز"، لمعرفتهم بأن عقوبة النادي ستحرمه من التعاقدات، وبذلك صعوبة تطوير الفريق والمنافسة على الدوري، خاصة بعد رحيل هازارد.
باقي من الزمن 10 أيام على إغلاق سوق الانتقالات، ويظل من المستبعد بين الخبراء، أن نرى صفقات كبيرة، تناسب حجم البطولة الأقوى في العالم.
يبدو أن الجماهير سيتعين عليها التأقلم مع نجوم السوق "البارد"، مثل الأميركي كريستيان بوليسيتش، والإسباني داني سيبايوس.