لأول مرة منذ نحو 21 عاما، تخلو تشكيلة منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا من اسم الحارس المخضرم عصام الحضري، الذي كشف في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" عن إحساسه بشأن متابعة البطولة لأول مرة في مسيرته "كمشاهد"، موضحا الحقيقة المتعلقة بالصورة التي نشرها وأثارت الكثير من الجدل.
ونجح الحضري خلال مسيرته الكروية الطويلة في تحقيق العديد من الألقاب، إلا أن أبرزها جاء في تحطيمه الرقم القياسي في موسوعة غينيس، ليكون أكبر لاعب كرة قدم يشارك في كأس العالم، وذلك بعد أن شارك في مباراة منتخب الفراعنة امام السعودية ونجح في صد ضربة جزاء، وهو في الـ45 من عمره.
وعن شعوره بشأن عدم مشاركته مع المنتخب المصري في بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقامة في مصر في الفترة ما بين 21 يونيو و19 يوليو، قال الحضري: "أشعر بإحساس غريب.. وأستمر في العودة بالوراء بذاكرتي لعام 1998، عندما شاركت في البطولة مع المنتخب لأول مرة".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "كنت أشعر بفرحة كبيرة عندما شاركت مع المنتخب لأول مرة، لذا فإنني أشعر بإحساس غريب الآن، فهذه أول مرة في مسيرتي الكروية لا أكون فيها أحد اللاعبين في الملعب. الآن سأشجع منتخب بلدي كمشاهد عادي وواحد من الجماهير المتحمسة، لا عصام الحضري".
وتعليقا على الصورة التي نشرها الحضري على حسابه بموقع إنستغرام، والتي توقع البعض أن تكون رسالة "مبطنة" للكادر التدريبي بعد استبعاده من المنتخب، أكد الحضري أنها صورة "عادية".
وفي صورة "مظلمة"، كتب صاحب الـ46 عاما: "أحيانا علينا التوقف عن الاهتمام المستمر ليعلموا أن الحياة بدوننا تختلف كثيرا".
وقال الحضري لموقع "سكاي نيوز عربية": "كل ما في الأمر أنني رأيت منشورا أعجبني فيه النص، فأعدت نشره على صورة لي على حسابي، مثل أي شخص يعيد نشر نص جميل يراه في مكان ما".
وأضاف: "موضوع المنتخب لم يكن يشغل تفكيري، فأنا اتخذت قرار الاعتزال منذ البداية".
وفيما يتعلق بالتشكيلة الأساسية التي اختارها المدرب المكسيكي خافيير أغيري لمنتخب مصر في البطولة الأفريقية، شدد الحضري على أن "الرأي الأول والأخير في هذا الأمر يعود للجهاز الفني، ولا بد من أن يُحترم".
واستطرد قائلا: "أعلم أن التشكيلة أثارت الكثير من ردود الفعل المتضاربة، والانتقادات من الإعلام والمدربين والنقاد، لكن هناك جهاز فني أجرى أبحاثه وتوصل إلى وجهة نظر يجب أن يتم احترامها. وأنا بصفتي لاعبا لا أستطيع أن أنتقد التشكيلة أو أشكك في الجهاز الفني".
أما عن اختيارات الجهاز الفني لحراس المرمى في كأس الأمم، واستبعاد الحارس محمد عواد، فرأى الحضري أهمية دعم المنتخب واختيارات الجهاز الفني كما جاءت، قائلا: "اختيار الحراس يخص مدرب حراس المرمى والجهاز الفني، ويجب أن نحترمها، وسنرى في النهاية وجهة نظر من الصحيحة أو الخائطة (في إشارة إلى الجهاز الفني ومنتقديه)".
وقدم الحضري نصيحة للحراس الذين تم اختيارهم للبطولة، والذي سيتم استبعاد أحدهم لاحقا، بالقول: "يجب على كل واحد منهم العمل بجد كبير ليحاول إثبات نفسه والوصول إلى التشكيلة الأساسية في البطولة، ونحن سنساندهم ونتمنى لهم التوفيق".
"أعظم حارس في مصر"
ولدى سؤاله عن "أعظم حارس مرمى في تاريخ مصر"، من وجهة نظره، أشاد الحضري بمجموعة من الأسماء، قائلا: "هناك الكثير من الحراس على أعلى مستوى وسيكون من غير المنصف أن أختار اسما واحد فقط".
وأضاف: "سأذكر اللاعبين عادل هيكل، وثابت البطل، وأحمد شوبير، ونادر السيد، وشريف إكرامي. أنا كحضري أحترم اللاعبين الذين نجحوا في إثبات أنفسهم وقدموا الكثير لمصر، وأتمنى من اللاعبين الصغار في السن التعلم منهم".
الاعتزال النهائي وخطط المرحلة الجديدة
وبالرغم من أن المشاركة في المباريات وسماع هتافات الجماهير، خاصة الهتاف الشهير "ارقص يا حضري"، فإن حال كرة القدم يفرض "موعدا نهائيا" على اللاعبين، وهو الموعد الذي اقترب الحضري منه، بعد أن نجح في تخطيه في السابق.
وقال الحارس المخضرم: "لن أعتزل أو أتخذ أي قرارات مصيرية بشأن مسيرتي إلا بعد انتهاء كأس الأمم الأفريقية في مصر".
وتابع: "لدي الكثير من الطموحات لمرحلة ما بعد الاعتزال، أبرزها التدريب، إذ سأخضع لدورات تدريبية في مجال التدريب والإدارة، لتؤهلني للمرحلة المقبلة من مسيرتي".