دخل المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف على خط الأزمة التي نشبت بين اللاعب ذي الأصول التركية مسعود أوزيل والاتحاد الألماني لكرة القدم، بعد نحو شهرين من توديع ألمانيا لكأس العالم.

ونفى لوف مزاعم أوزيل بوجود "عنصرية" في منتخب "المانشافت" والاتحاد المحلي للعبة، التي قال لاعب أرسنال الإنجليزي إنها كانت الدافع لاعتزاله اللعب دوليا الشهر الماضي.

وفي مؤتمر صحفي، الأربعاء، للحديث عن مرحلة ما بعد مونديال روسيا 2018 الذي ودعه الألمان من الدور الأول وتنازلوا عن اللقب العالمي، نفى لوف الذي يتولى الإدارة الفنية للمنتخب منذ عام 2006، وجود أي نوع من العنصرية في صفوفه، سواء في نهائيات روسيا 2018 أو غيرها.

وأوضح: "منذ أن بدأت العمل مع الاتحاد الألماني لكرة القدم (عام 2004 كمدرب مساعد ثم كمدرب منذ 2006)، لم يكن هناك أبدا أي شكل من أشكال العنصرية في المنتخب، واللاعبون كانوا دائما ملتزمين بقيمنا".

ولطالما كان أوزيل من اللاعبين المفضلين لدى لوف، لكن صورة لاعب أرسنال اهتزت بسبب الجدل والانتقادات الحادة التي وجهت إليه ولزميله لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي إلكاي غوندوغان (وهو أيضا من أصول تركية)، في أعقاب نشر صورة لهما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة قام بها الأخير للندن في مايو الماضي.

وازداد الوضع سوءا بعد الأداء المخيب الذي قدمه أوزيل في مونديال روسيا، مما رفع من حدة الانتقادات الموجهة اليه بعد خروج ألمانيا من الدور الأول، وهذا الأمر دفعه الى اتخاذ قرار الاعتزال الدولي في بيان طويل تحدث فيه عن تصرف عنصري بحقه، لاسيما من رئيس الاتحاد الألماني للعبة راينهارد غريندل.

وأقر لوف الأربعاء بأنه لم يتواصل مع أوزيل منذ قرار الاعتزال، كاشفا: "اتصل بي مستشاره وأعلن اعتزاله اللعب مع المنتخب الوطني. اللاعب نفسه لم يتصل بي. عادة، اللاعبون هم من يفعلون ذلك عند اتخاذهم قرار الاعتزال".

وتابع: "لم يتصل بي حتى الآن، وأنا أحاول الوصول إليه منذ أسبوعين أو 3 عن طريق الرسائل القصيرة والهاتف".

وفي تحليل طويل للإخفاق الذي مر به المنتخب في المونديال الروسي، أقر لوف أيضا بأن هذا الجدل حول لاعبين من أصل تركي قد تم "التقليل من شأنه"، مؤكدا: "هذه القصة أثرت على قوتنا وعلى أعصابنا".

وأثارت المسألة جدلا واسعا في ألمانيا لم يقتصر على الرياضيين، بل دخل على خطه عدد من السياسيين، لاسيما أن صورة اللاعبين مع أردوغان أتت في ظل توتر في العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وبرلين.

وأعلن أوزيل في 22 يوليو، أنه "بقلب مفعم بالاسى، وبعد الكثير من التفكير بسبب الأحداث الأخيرة، لن أعود لألعب على المستوى الدولي ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي"، معتبرا أن النظرة إليه كانت: "أنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر".

ووجه أوزيل في بيانه يومها انتقادات إلى مسؤولي الاتحاد لا سيما رئيسه راينهارد غريندل، وأعرب الأخير في تصريحات في وقت سابق من الشهر الجاري عن اعتقاده بأن اللاعب كان يحتاج لمزيد من الدعم خلال الأزمة، مبديا أسفه "إذا ما شعر بأن الاتحاد الألماني لكرة القدم خذله".