كشف الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، سيب بلاتر، في مقابلة بكتاب جديد عن بعض خبايا حصول قطر على تنظيم كأس العالم، ومنها رشوة قدمتها قناة الجزيرة تقدر بـ100 مليون دولار إضافية ضمن صفقة أوسع، حسب ما نقلت صحيفة الدايلي الميل البريطانية.

وقالت الصحيفة إن مؤلفة الكتاب، الأسترالية بونيتا ميرسيادس، قضت سنوات في التحقيق في القضية ذات السمعة السيئة، لتخرج بتفاصيل يرويها أبرز أصحابها.

وكشفت الكاتبة أنها التقت بلاتر في زيورخ مؤخرا، حيث كشف لها بعضا من المعلومات عن الصفقة التي حصلت بموجبها قطر على تنظيم مونديال 2022.

وقال بلاتر إنه كان يعرف أن قطر ستفوز بالتنظيم قبل التصويت عندما أخبره رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني أنه وغيره من أعضاء اللجنة التنفيذية سيؤيدون البلد الصغير، الذي لا يملك أي مقومات سوى الأموال.

وذكر أنه أخبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الولايات المتحدة التي كانت الأكثر حظا ستخسر التصويت أمام قطر.

وتحدث بلاتر عن ظروف الصفقات التي عقدت في الدوحة عام 2010 وفي مكتبه بزيورخ عام 2011، من أجل ضمان حصولها على التنظيم.

ويسرد الكتاب أنه في الأشهر التي سبقت التصويت في ديسمبر 2010، وافقت قناة الجزيرة الرياضية (بي إن سبورتس حاليا) على دفع 100 مليون دولار في صفقة سرية من أجل فوز قطر بالتنظيم.

وسألت صحيفة ديلي ميل مسؤولي الجزيرة بشأن هذه المعلومات، فوصفوا المبلغ بـ"مساهمات إنتاج"، قائلين إنها "ممارسة معروفة في السوق وغالبا ما تفرض على الشبكات التلفزيونية من قبل الاتحادات الرياضية".

وتم الاتفاق على الصفقة بين الجزيرة والفيفا بمعرفة ومشاركة جيروم فالكه الأمين العام للفيفا في ذلك الوقت، والذي تم إيقافه في وقت لاحق لمدة تسع سنوات بسبب الفساد.

وأوضح الكتاب أن فالكه حصل على 5 في المئة من قيمة الصفقة من أجل تمريرها.

والجانب الآخر من الصفقة، بحسب الكتاب، هو تعهد قطر بعدم الدفع بمحمد بن همام لمزاحمة بلاتر في انتخابات الفيفا، وهو ما أسكت بلاتر عن الإعراب عن اعتراضه على التنظيم القطري لكأس العالم.

وكان بن همام قد انسحب من الترشح على رئاسة الفيفا بسبب "فضائح أخلاقية"، لكن الكتاب يوضح أن ذلك حدث بطلب من ولي العهد حينها الأمير تميم بن حمد، مقابل تمرير بلاتر لصفقة تنظيم المونديال.

وفي نوفمبر الماضي، توصل محققون أميركيون وبرازيليون، إلى دليل جديد على تورط الدوحة في دفع رشوة ضخمة لمسؤول كبير في كرة القدم.

وكشفت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية عن توصل محققي مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) والقضاء البرازيلي، إلى معلومات تفيد بتحويل مبلغ 22 مليون دولار من قطر إلى الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي ريكاردو تيكسيرا.

وقالت الصحيفة إن التحويل تم إلى حساب بنكي مفتوح باسم المسؤول البرازيلي، في بنك "باتشي موناكو" الفرنسي.

واعترف أليخاندرو بورزاكو، وهو مدير تسويق رياضي أرجنتيني، كشاهد أمام محكمة أميركية مختصة بقضية الفساد الكبرى التي ضربت الاتحاد الدولي لكرة القدم، بتلقي رئيس الاتحاد الأرجنتيني الراحل خوليو غروندونا مليون دولار مقابل تصويته لملف قطر لتنظيم مونديال 2022.

ومنذ الإعلان عن فوز قطر بتنظيم المونديال، تتناثر الأخبار عن فضائح الرشى وشراء الأصوات مقابل مبالغ مالية ضخمة دفعتها الدوحة.

ويخضع مسؤولون سابقون في الفيفا حاليا للمحاكمة، في قضية فساد كبرى انفجرت عام 2015، أوقف على إثرها لاحقا الرئيس السابق للاتحاد جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني.