لطالما حاولت جماعة الإخوان في مصر النأي بنفسها عن عمليات إرهابية شهدتها البلاد منذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، لاسيما التي تبنتها ما تعرف بحركة" حسم"، إلا أن تداعيات وفاة مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف، الجمعة، برهنت مجددا على صلة وثيقة بين الجانبين.

وتبنت الحركة الإرهابية، التي تضم شبابا من "الإخوان" يعتمدون منهج العنف، وصنفت باعتبارها الجناح المسلح للجماعة، العديد من الهجمات الإرهابية في مصر خلال الفترة الأخيرة.

ورغم عدم إعلان الجماعة صراحة عن علاقتها بـ"حسم"، إلا أن ثمة دلائل عدة على ذلك، كان آخرها ما تناقلته وسائل إعلام مصرية وعربية قبل أسابيع على لسان رضا فهمي، القيادي في "الإخوان"، العضو السابق في مجلس الشورى "المنحل"، المقيم في تركيا، خلال حوار تلفزيوني، حين دافع بشدة عن عمليات "حسم" ضد الجيش والشرطة.

وأشاد فهمي بعمليات "حسم"، مؤكدًا أنها انتقلت من مرحلة العشوائية إلى النضج، بعدما أعلنت عن تدشين ما سمته "مكتبها السياسي" مؤخرًا، ثم جاءت وفاة عاكف لتصب في تأكيد اتجاه علاقة الحركة بالجماعة.

فقد أصدرت "حسم" بيانا "عاطفيا" ينعي المرشد السابق، واصفة إياه بعبارات منها "البطل المجاهد أيقونة المقاومة ورمز الصمود"، في تأكيد جديد على تبني الطرفين الاتجاه نفسه، وعلى ولادة "حسم" من رحم الإخوان، وعملهما لتحقيق الأهداف ذاتها. 

وتوفي مرشد الإخوان السابق الصادر بحقه أحكام قضائية لإدانته في عدد من القضايا الإرهابية، بأحد مستشفيات القاهرة، بعد أشهر عدة من العلاج من عدد من الأمراض المزمنة.

وكانت وزارة الداخلية المصرية أكدت مرارا علاقة حركة حسم بتنظيم الإخوان.

وتنامت الهجمات المسلحة بشكل كبير في مصر منذ إطاحة الرئيس الأسبق المنتمي لتنظيم الإخوان محمد مرسي عام 2013، حيث يتركز العنف في شبه جزيرة سيناء شرقي البلاد، لكنه انتشر أيضا في مناطق أخرى.