رغم انتهاء المعارك في الجزء الشرقي من مدينة الموصل شمالي العراق، إلا أن ذلك لم يؤد إلى نهاية معاناة عشرات الآلاف من الأطفال الذين غادروا مقاعد الدراسة مكرهين بسبب الحرب على داعش.

وسلط تقرير لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، الضوء على معاناة هؤلاء فمنهم من أصبح مشردا أو يتيما أو أجبر على العمل الشاق لإعالة أسرهم.

وتقول الوكالة إنها أجرت عشرات المقابلات مع الأطفال في الشطر الشرقي من المدينة الذين يعملون في جمع القمامة وبيع الخضر أو يعملون في ورش إصلاح السيارات.

وقال فلاح (12 عاما) وهو يقف بجوار عربة يد يبيع عليها خضروات إنه لم يذهب إلى المدرسة بعد وصول داعش، مشيرا إلى أن مسلحيه كانوا سيعلمون الأولاد القتال ويرسلونهم للحرب، ولفلاح أربعة أشقاء أصغر سنا لم يذهب أي منهم إلى المدرسة.

أما حذيفة فقد توقف أيضا عن تلقي الدروس عندما وصل مسلحو داعش، وقال الطفل (12عاما) الذي يبيع المعادن الخردة، إن المتشددين كانوا يعلمون التلاميذ الحساب باستخدام الرصاص والبنادق والقنابل.

وتقول الأمم المتحدة إن إعادة هؤلاء الأطفال إلى الدراسة يُمثل أولوية للعراق من أجل إنهاء دائرة العنف الطائفي التي يُسهم الفقر والجهل في تغذيتها.

معطيات وتفديرات

وتقدر إدارة التعليم المحلية في محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، أن 10 في المئة من الأطفال في شرق الموصل ما زالوا خارج المدارس. وقالت الإدارة إنه لم يُجر إحصاء رسمي منذ ما يقرب من أربع سنوات.

وقال متحدث باسم وزارة التربية والتعليم إنه لا توجد إحصاءات رسمية لمعدل التسرب من المدارس خاصة لأن الكثير من الأُسر رحلت عن الموصل أو حتى غادرت العراق إلى الخارج.

وبدأت المدارس تُعيد فتح أبوابها في الشطر الشرقي من الموصل في يناير، وحتى الآن عاد للدراسة حوالى 350 ألف تلميذ بالمقارنة مع 180 ألفا في عام 2013. ويرجع جانب كبير من الزيادة إلى النازحين من غرب الموصل والقرى الواقعة في محيطها.