يغص الخطاب السياسي في المغرب بمصطلحات يتعذر على كثير من المشارقة أن يفهموا معناها، بسبب اشتقاقها من الفرنسية، في بعض الحالات، وبالنظر إلى ارتباطها بوقائع وسياقات تاريخية في حالات أخرى.

من المصطلحات التي يشيع استخدامها في المغرب "المخزن"، وهي كلمة تدل على ما يسمى  بـ"الدولة العميقة" في بعض الدول، لكن متابعين يرون أن في الكلمة التباسا يجعل من الصعب ترجمتها بأمانة إلى لغة أخرى.

وترجح روايات تاريخية متضاربة أكثر من أصل للكلمة، أكثرها قربا للتفسير، تقول إن أحد ملوك الدولة السعدية في المغرب، أحمد المنصور الذهبي، أقام في القرن السادس عشر صندوقا للزكاة على الحبوب، ثم بات المخزن بعد ذلك مرادفا للدولة.

أما المصطلحان الآخران اللذان اختص بهما رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، فهما التماسيح والعفاريت، وكان يقصد بهما مسؤولين  يقول إنهم يعرقلون مساعيه للإصلاح، وتبعا لذلك فإن التماسيح والعفاريت تقابل ما يعرف بجيوب المقاومة.

وأضاف بنكيران مصطلحا سياسيا آخر ممثلا في "التحكم"، في إشارة  إلى ما يقول إنها مساع للتدخل في قرارات الأحزاب ورسم الخريطة السياسية والحكومية بمعزل عن نتائج صناديق الاقتراع.

ولأن الحكومة المغربية الجديدة لم يجر تشكيلها إلا بعد 5 أشهر من المشاورات، وإعفاء عبد الإله بنكيران، فإن الصحافة المغربية اصطلحت على الجمود الذي حصل في بحث حزب العدالة والتنمية عن ائتلاف حكومي بـ"البلوكاج" وهي كلمة فرنسية تعني الانسداد.

وفي ارتباط باللغة الأجنبية، تعني كلمة "البيجيدي" المنتشرة بقوة، حزب العدالة والتنمية، فهي مجرد اختصار للأحرف الأولى من اسم الحزب بالفرنسية، فيما تحيل كلمة "بام" إلى اختصار اسم حزب الأصالة والمعاصرة المعارض.

ولا تقف المصطلحات المغربية ذات الخصوصية، عند كلمات جرى القول بها في الآونة الأخيرة، وإنما تمتد إلى مجالات أخرى، فالعمالة وهي تقطيع إداري تعني الإقليم، أما الجهة فتقابل المحافظة، ذلك أن في المغرب 12 جهة أي 12 محافظة.

ويرى متابعون أن ثمة انحدارا في الخطاب السياسي بالمغرب، لكن آخرين يستحسنون ابتعاد الساسة عن لغة الخشب وتقربهم إلى الجمهور، مستغلين في ذلك منصات التواصل الاجتماعي.

وتبنى عبد الإله بنكيران، أسلوبا مبسطا، على سبيل المثال، في التواصل، مفضلا الحديث بالعامية المغربية في أغلب المناسبات عوض اللغة العربية الفصحى، وهو ما حقق له انتشارا واسعا، في السنوات الأخيرة.