قال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الأربعاء إنه ترك سوريا بسبب "الاستقطاب والعنف اللذين لم يتركا مكانا للاعتدال والدبلوماسية"، معتبرا، في الوقت ذاته، أن الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا قبل نحو عامين "تحمل مطالب مشروعة".

وقال الدبلوماسي المنشق عن النظام السوري في بيان حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه: "الحراك الشعبي المتمثل بالمطالب المشروعة قد كسب بمبادئه و جوهره معركة القلوب، لأن المجتمع بجميع أطيافه يقف دوما مع الأضعف ومع المطالب المشروعة للناس، لكنه لم يحسم بعد معركة العقول لدى السوريين لأسباب كثيرة يطول شرحها ويعرفها الجميع".

وتابع مقدسي في بيانه: "وصل الاستقطاب بين السوريين لمرحلة قاتلة ومدمرة، وبالطبع عندما تتجرأ على مغادرة سوريا بأي طريقة كانت، ستخاطر بأن توصف بأوصاف شنيعة أو تخوين أو شتائم أو بألقاب أخرى فجأة، كما حصل معي فورا".

واستطرد: "لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلدا طبيعيا، وأعتذر لمن وثقوا بمصداقيتي على المغادرة بدون إعلان مسبق، فقد تمنيت لو كان بإمكاني البقاء على تراب الشام لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الأمور عن السيطرة، يريدها البعض معركة وجود، فيما أنا أرى أنها يجب أن تبقى معركة لإنقاذ الدولة والكيان السوري عبر الشراكة الوطنية".

وقال إنه "عاتب على كل من يجد الوقت لتوجيه الشتائم والتخوين فورا بدون احترام لأرواح أكثر من 65 ألف شهيد سوري".

وأكد مقدسي أن "قدمي لم تطأ أوروبا ولا أميركا رغم أن جواز سفري يحمل كل السمات اللازمة"، مشيرا إلى أنه "ليس لدي أسرار يطمع فيها أحد، فما أعرفه كناطق إعلامي لا يتجاوز ما يعرفه المواطن السوري العادي".

وأقر أنه "غادر سوريا مؤقتا ليستقر منذ مغادرته لدى إخوان من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الإنسانية دون تمييز"، حسب تعبيره.

وانشق مقدسي مطلع ديسمبر من العام الماضي عن النظام السوري، وغادر البلاد بعدما عمل في السلك الدبلوماسي السوري لنحو 15 عاما، وكان آخر المناصب التي تقلدها منصب المتحدث باسم الخارجية السورية.

وقد تولى مهمة الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد حتى انشقاقه، لينضم إلى عشرات المسؤولين السوريين الذين انشقوا عن النظام.

وتعقيبا على تصريحات مقدسي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن بلادها طالما دعت المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد إلى التخلي عنه.

من جهته، قال الناشط الحقوقي والمعارض السوري نجاتي طيارة لسكاي نيوز عربية إن مقدسي "تهرب من إلقاء المسؤولية على النظام السوري" بشأن تدهور الأوضاع في البلاد، على حد تعبيره.

واشنطن تنشد دعما روسيا للحل

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن واشنطن تؤيد حلا سياسيا للأزمة السورية، يفضي إلى رحيل الأسد.

وأوضح كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة أن الولايات المتحدة ترغب في حصول ذلك بمساعدة روسية.

وبدوره، قال وزير الخارجية الأردني فقال إن الشعب السوري "يستحق مستقبلا أفضل مما يمر به حالي".

يوم دامٍ آخر..

وتعرض حي جوبر في ضواحي العاصمة دمشق، والذي يتمركز به مقاتلون معارضون، للقصف من قبل  القوات الحكومية التي تحاول  فرض سيطرتها الكاملة عليه، في وقت قتل 150 شخصا بأعمال عنف في البلاد.

وفي مدينة حلب وردت معلومات عن مقتل شاب في حي قاضي عسكر إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مقاتل إحدى الكتائب المسلحة لأنه شتمهم احتجاجا على سقوط قذيفة على منزله أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد أسرته، وفق مصادر للمعارضة.

كما استمرت الاشتباكات في محيط مطارات ومراكز عسكرية في حلب شمالي سوريا، وتحدثت مصادر للمعارضة عن السيطرة على اللواء 80 المسؤول عن حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري المجاور له.

أما في إدلب، فتعرضت بلدة كفرنبل لقصف أسفر عن دمار كبير ومقتل أكثر من 10 أشخاص بينهم امرأة، كما استمرت الاشتباكات قرب مدينة معرة النعمان في ذات المدينة. 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من جبهة النصرة وقوات حكومية في مدينة الشدادي التي سيطر مقاتلو الجبهة خلال الساعات الماضية على أجزاء كبيرة منها".

وأوضح المرصد أن الاشتباكات مستمرة منذ يومين، تخللها تفجير سيارات مففخة أمام مراكز أمنية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 فردا من القوات الحكومية و16 مقاتلا من المعارضين المسلحين.