دعت الولايات المتحدة العراق وتركيا إلى تهدئة التوتر القائم بينهما ولا سيما بعد السجال العنيف الذي اندلع بين زعيمي البلدين في وقت تتواصل الاستعدادات لشن هجوم واسع النطاق لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "نعتبر أن كل القوات الدولية في العراق يجب أن تكون على اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية برعاية التحالف" العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.
وأضاف البيان أنه "يجب على كل الاطراف أن تنسق في ما بينها بصورة وثيقة في الأيام والأسابيع المقبلة لضمان وحدة الجهود من أجل دحر داعش".
وكانت بغداد اتهمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"صب الزيت على النار" في تصريحاته الأخيرة التي تهجم فيها على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤكدة أنها ستتوجه إلى المجتمع الدولي لحل خلافها مع أنقرة، كما ذكرت فرانس برس.
وقال أردوغان خلال اجتماع في اسطنبول إن العبادي "يهينني شخصيا"، وأضاف مخاطبا رئيس الوزراء العراقي "أنت لست نظيري، ولست على مستواي. ليس من المهم مطلقا كيف تصرخ من العراق. عليك أن تعلم اننا سنفعل ما نريد".
وأضاف "من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي!، اعرف حجمك أولا".
وفي أول رد فعل رسمي عراقي، قال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب العبادي لفرانس برس إن تصريحات أردوغان "تصب الزيت على النار"، مضيفا "لقد استنفذنا الحوار المباشر مع تركيا (...) ولم يعد لدينا إلا الذهاب إلى المجتمع الدولي".
ودعت بغداد أنقرة مرارا إلى سحب قواتها من شمال العراق، كما حذر العبادي من أن انتشار القوات التركية على أراضي بلاده يهدد بحرب إقليمية.
وتتواجد القوات التركية داخل العراق في منطقة في العمادية القريبة من الحدود مع تركيا وفقا لاتفاق مع نظام صدام حسين قبل عام 2003، وامتد تواجدها إلى معسكر بعشيقة بعد عام 2014.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن "القوات التركية المنتشرة في العراق ليست جزءا من التحالف الدولي وما يجري في بعشيقة يجب أن تحله الحكومتان العراقية والتركية".
ويهدد التوتر التركي العراقي بتعقيد خطط عملية استعادة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ 2014.