احتفل العالم ومنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" اليوم الخميس بـ"اليوم العالمي لمحو الأمية" الذي يصادف الثامن من سبتمبر من كل عام، وسط دعوات إلى مواصلة الكفاح ضد واحدة من أكبر الآفات القائمة أمام التنمية.
وتأتي احتفالية هذا العام، بينما مازال هناك قرابة 757 مليون أمي لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة، 115 مليون منهم في ريعان الشباب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.
الأرقام مقلقة في الدول العربية، إذ رغم أن هناك تحسنا في مجال نسب التعليم في العديد من الدول العربية، فإن هناك تراجعا في دول أخرى.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الأمية في الدول العربية بلغت 27.1 في المائة، مقابل 16 في المائة للعالم خلال الفترة 2008- 2016.
وتوضح الأرقام الخاصة بمصر أن نسبة الأمية فيها تصل إلى 23.7 في المائة، ما يعني أن 14.5 مليون مصري يعانون الأمية، بالنسبة للمرحلة العمرية 10 سنوات فأكثر.
وبالتالي فقد احتلت مصر المركز الرابع بين الدول الأعلى أمية، في العام 2015، متقدمة على كل من اليمن (30 في المائة) والمغرب (28 في المائة) والسودان (24 في المائة).
وتحسن الوضع في الجزائر، حيث أفادت الأرقام الصادرة من الديوان الوطني لمحو الأمية بأنه نتيجة لسياسة محو الأمية، التي شرع في تنفيذها عام 2007، فقد تراجعت نسبة الأمية فيها إلى 12.33 في المائة.
وحققت فلسطينا تقدما كبيرا في مجال مكافحة الأمية، وأصبحت من الدول الأقل التي تعاني من الأمية، حيث بلغت النسبة فيها 3.3 في المائة.
أما في الأردن، فقد بلغت نسبة الأمية بين المواطنين 6.8 في المائة، مقابل 14.7 بين المقيمين من غير الأردنيين.
يشار إلى أن تقرير التنمية الثقافية السنوي الرابع لعام 2012، الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي، بغية البحث عن آليات لتعزيز عادات القراءة لدى الشباب العربي، كشف عن أرقام صادمة فيما يتعلق بمعدلات المقروئية في الوطن العربي، فقد تبين أن الفرد العربي يقرأ بمعدل ربع صفحة كتاب فقط في العام، مقابل 11 كتابا يقرأها الأميركي، و7 كتب هي حصة البريطاني سنويا.
ويبدو أن عادة القراءة، لدى العرب، غائبة حتى منذ الصغر، فوفق التقرير نفسه، وخارج كتب المنهج المدرسي، يقرأ الطفل العربي 6 دقائق سنويا، في حين يبلغ متوسط عدد الدقائق التي يخصصها نظيره في الدول الغربي للقراءة نحو 12 ألف دقيقة.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عام 2016 عاما للقراءة، مع البدء بإعداد إطار وطني متكامل، لتخريج جيل قارئ.
ولطالما سعت الإمارات إلى إيلاء اهتمام خاص بالثقافة، من خلال العديد من الفعاليات الحيوية، كالملتقيات والمؤتمرات الثقافية المحلية والإقليمية والدولية.
كذلك، تنظم الإمارات سنويا معرضين للكتاب، يعدان بين الأكبر عربيا، هما معرض أبوظبي الدولي، ومعرض الشارقة الدولي.