بدأت تركيا، يوم الأربعاء، عملية عسكرية في مدينة جرابلس السورية التي كانت خاضعة لسيطرة داعش. وشكّلت هذه العملية أول تدخل عسكري تركي كبير في الحرب السورية، وكان الأمر اللافت التاريخ الذي اختارته تركيا لبدء المعركة.
فقد انطلقت المعركة يوم 24 أغسطس، وهو ذات التاريخ الذي جرت فيه معركة "مرج دابق" في حلب بين العثمانيين والمماليك في سوريا، ومهدت لدخول العثمانيين إلى دمشق وتوطيد حكم الدولة العثمانية الذي دام قرابة 600 عام.
ونشبت معركة "مرج دابق" عام 1516 ميلادي نتيجة لتوتر العلاقات بين العثمانيين والمماليك وفشل محاولات الصلح بين قائد المماليك آنذاك قانصوه الغوري والسلطان العثماني سليم الأول، فاحتكم الطرفان إلى القتال في منطقة مرج دابق في حلب وكانت الغلبة للعثمانيين.
وليس بعيدا عن "مرج دابق" وتحديدا في جرابلس التي تبعد 70 كيلومترا إلى الشرق منها، وبعد 500 عام تماما دخل الأتراك مجددا إلى الأراضي السورية معلنين استهدافهم تنظيمات إرهابية تهدد الدولة التركية في إشارة إلى داعش والقوات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
ورغم أن الهدف الأساسي المعلن للتدخل التركي في سوريا هو محاربة داعش، إلا أن من المعلوم أن أنقرة تسعى إلى منع الأكراد من فرض تواصل جغرافي، على طول حدودها الجنوبية، بين المناطق التي يسيطرون عليها في الحسكة في أقصى الشمال السوري وعفرين في أقصى الغرب، وبالتي منعهم من إقامة حكم ذاتي مستقل على حدودها الجنوبية.