سيطر تنظيم داعش المتشدد على أراض في ريف حلب الشمالي إثر مواجهات مع فصائل من المعارضة السورية المسلحة، الأمر الذي أدى لتقطع السبل بمئة ألف شخص بين الحدود التركية ومناطق الاشتباك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي داعش انتزعوا أراض من مقاتلين سوريين قرب الحدود مع تركيا، ليصبحوا أكثر قربا من مدينة أعزاز التي تقع على طريق إمداد معارضين مسلحين يحاربون التنظيم.
وأوضح أن المتشددين شنوا هجوما "مفاجئا" بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في ريف حلب الشمالي، وسيطروا على "خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة"، في تقدم هو الأبرز لداعش في المنطقة.
وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها أجلت المرضى والعاملين من مستشفى في المنطقة، مع اقتراب القتال من المكان، وأن نحو مئة الف مدني باتوا محاصرين بين خطوط الجبهة والحدود التركية ومناطق الاشتباك.
أما منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فقد أشارت، من جهتها، إلى أن عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل إلى 165 ألف سوري، بسبب المواجهات التي أدت أيضا إلى عزل مارع عن مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة.
وقال المرصد إن التنظيم قطع أيضا خطوط إمداد المعارضة، التي كانت تمتد من أعزاز إلى مارع، التي لها رمزية خاصة بالنسبة للفصائل المقاتلة، اذ خولتها عام 2012 السيطرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب.
وفي هذا السياق، قال مدير وكالة "شهبا برس" المحلية للأنباء القريبة من المعارضة، مأمون الخطيب، لفرانس برس إن مارع "باتت محاصرة بشكل تام" من قبل تنظيم داعش"، مشيرا إلى حصار 15 ألف مدني.
وتقاتل فصائل من المعارضة المسلحة تنظيم داعش المتشدد بموازاة محاربتها القوات الحكومية، مما عقد المشهد في سوريا التي تشهد منذ 2011 نزاعا مسلحا أدى إلى مقتل أكثر من 280 ألف شخص وتشريد الملايين.