منعت السلطات الأمنية في جنوب اليمن دخول القات جميع أيام الأسبوع، ماعدا الخميس والجمعة، في قرار غير مسبوق ويعد الأول من نوعه منذ 26 عاما.

ويقضي القرار بمنع دخول القات بدءا من الاثنين، فيما قالت السلطات الأمنية أنها اتخذت هذا القرار بسبب الأضرار التي يتسبب بها القات للمجتمع، وبينها تعطيل حركة السير وعرقلة عمل رجال قوات الأمن والأضرار الأخرى، داعية إلى ضبط المخالفين ومنع دخول القات.

كما منعت قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا، مئات من السيارات التي كانت تنقل القات من دخول مدينة عدن جنوبي البلاد.

وتعد هذه المرة الأولى التي يحظر فيها القات في أي مكان باليمن، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف سينفذ هذا القرار وسط الفوضى التي تعم البلاد بسبب التمرد الذي يقوده الانقلابيون الحوثيون في مناطق عدة من البلاد.

وقال تاجر من عدن يدعى عبده هزاع لوكالة "اسوشيتد برس" إن قوات الأمن أحرقت بعضا من مخزون القات لديه ولكنه تمكن من تهريب باقي المخزون إلى السوق السوداء، حيث يباع بسعر أعلى".

ويتعاطى غالبية اليمنيين البالغ تعدادهم أكثر من 25 مليون نسمة القات بالمضغ عن طريق الفم، كعادة من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية يطلق عليها شعبيا "المقيل" وتمتد إلى الساعات الأولى من المساء.

ويستهلك القات يومياً على نطاق واسع في اليمن، ويعد أول وأهم محصول زراعي مربح تجاريا ورائج استهلاكيا، نتيجة الأموال الطائلة التي يحركها في الأسواق يوميا والتي تصل إلى نحو 10ملايين دولار يوميا.

ووفقا للعديد من الدراسات الحكومية فإن أكثر من 700 ألف مواطن يعملون في زراعة أشجار القات في اليمن نصفهم تقريبا من النساء، ويزيد عدد مستهلكي القات من الرجال والنساء عن ثلث عدد سكان البلاد، وينفقون أكثر من ملياري دولار سنويا على شراء القات، كما يبددون أكثر من عشرين مليون ساعة عمل يوميا في البحث عنه وتعاطيه.

وقالت تقارير حكومية رسمية سابقة إن ما يتم إنفاقه على القات الذي تعد زراعته سهلة وينتج على مدار السنة يصل إلى ما نسبته 35 بالمائة من دخل الأسرة.