تمكن معاق بمحافظة حلبجة في كردستان العراق من تفكيك آلاف الألغام الأرضية خلال 27 عاماً، وقد فقد ساقيه و4 من أقربائه من جراء انفجار ألغام أرضية أثناء إزالتها.

ويطارد هوشيار علي، وهو متطوع كردي، الموت منذ أكثر من 27 عاما في حقول الألغام، حيث فقد أطرافه السفلية نتيجة أربعة انفجارات بسبب ألغام أرضية.

وعلى الرغم من أن علي يستخدم الآن أطرافا صناعية، الأمر الذي أدى إلى بطء في مشيه، فإن ذلك لم يمنعه من أداء مهمته الإنسانية، بل زاده الأمر تصميماً على مواصلة عمله لإنقاذ الآخرين من مصير مماثل.

ولم يفقد هوشيار بسبب الألغام ساقيه فحسب، بل فقد أيضا أربعة من أعز أقربائه، من بينهم أخ له، بسبب مئات الآلاف من الألغام المتناثرة في المزارع والطرق الرئيسة.

ويقول هوشيار: "تمكنت من إبطال مفعول أكثر من مليونين وثلاثمائة لغم أرضي. هدفي من إزالة ورفع الألغام الأرضية خدمة وإنقاذ أرواح الأبرياء والحيوانات. أحب إزالة الألغام وأشعر بارتياح حين أقوم بذلك".

ويحتفظ هوشيار ببعض القنابل والألغام التي أبطل مفعولها طوال السنوات في إحدى غرف منزله، الذي حوله إلى ما يشبه المتحف الصغير.

وتقول زوجة هوشيار: "فقد رجله اليمنى وأنا خطيبته، صدمت حين أبلغت بأنه أصيب من جراء انفجار لغم أرضي، هذه غرفته الشخصية مليئة بالمواد المتفجرة والألغام الأرضية".

ويحظى هوشيار بشعبية واسعة لدى أهالي حلبجة الذين يعتبرونه بطلا ومنقذا للأرواح، أما الحكومة المحلية فلديها مشروع خاص لتوثيق المهام الإنسانية التي يؤديها.