تحتفل القوات المسلحة المصرية في 9 مارس من كل عام بذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم، تخليدا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف.
وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، الأربعاء، إن بطولات الفريق عبد المنعم رياض جسدت أسمى معاني التضحية والفداء وكانت وستظل مبعث فخر واعتزاز للقوات المسلحة المصرية على مر التاريخ.
وأضاف المتحدث العسكري، في بيان على الصفحة الرسمية له بفيسبوك، بقوله: "إن التاريخ سيتوقف كثيرا أمام ما قدمه أبناء الجيش المصري البواسل ورجال الشرطة المدنية الشرفاء من تضحيات عظيمة، لحماية أمن البلاد، ودعم الاستقرار، لتبقى سيرتهم خالدة".
ويعد الفريق عبد المنعم رياض بالنسبة للقوات المسلحة والشرطة المصرية مثالا في التضحية، فقد أشرف على خطة تدمير خط بارليف، الذي بنته إسرائيل بعد احتلالها لسيناء عام 1967 لتحصين الساحل الشرقي لقناة السويس، خلال حرب الاستنزاف (1 يوليو 1967 - 7 أغسطس 1970).
وقرر الفريق بدء تنفيذ خطة تدمير خط بارليف يوم السبت 8 مارس 1969، وبالفعل انطلقت نيران القوات المصرية على طول خط جبهة قناة السويس، لتكبد الإسرائيليين خسائر كبيرة في ساعات قليلة، وتدمر جزءا من مواقع خط بارليف، في أعنف اشتباكات شهدتها المنطقة قبل معارك حرب أكتوبر عام 1973.
وفي 9 مارس 1969 قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى نتائج المعركة عن قرب، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وحينها أطلق جملته المأثورة التي قال فيها: "أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة".
وعلى الجبهة قرر الفريق أن يزور الموقع رقم 6، الذي لم يكن يبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، حيث كبد فريق هذا الموقع القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
إلا أن الموقع 6 شهد الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة حتى انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه.
ونتيجة للشظايا القاتلة توفي عبد المنعم رياض، عن عمر ناهز 50 عاما، متأثرا بجراحه، لتبقى بطولاته وأقواله المأثورة خالدة في عقول ووجدان القوات المسلحة والشرطة والشعب.