كشفت أجهزة الأمن المصرية عن عدة خلايا تابعة لتنظيم داعش، داخل البلاد، تضم عددا من الشباب الذين تم تجنيدهم وربطهم فكريا بالتنظيم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة "الإنترنت".

وتوصلت أجهزة الأمن إلى هذه الخلايا عقب التحريات في أعقاب قيام شابين بالهجوم على إحدى المنشآت السياحية بمدينة الغردقة الساحلية على البحر الأحمر جنوب العاصمة المصرية.

وأسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة من السياح بطعنات وجروح جراء قيام المهاجمين بالاعتداء عليهم بأسلحة بيضاء كانا يحملانها، ما دفع الشرطة إلى المبادرة بإطلاق النار على المهاجمين فأردت أحدهما قتيلا وأصابت الآخر بطلق ناري في القدم.

وقالت مصادر أمنية إن جهودا تبذل حاليا لتعقب عدد من الأشخاص تكشف من تتبع الاتصالات الهاتفية للمهاجمين، ومن خلال الاعترافات التي أدلى بها المهاجم المصاب.

داعش.. تجنيد الغربيين

وقال خبراء إن جنوح تنظيم داعش إلى استخدام العناصر المتعاطفة والتي تم تجنيدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكشف عن استراتيجية جديدة للتنظيم تشمل تنفيذ هجمات باستخدام تلك العناصر بأساليب غير معتادة في النشاط الارهابي، وبأدوات بدائية وتكاليف محدودة.

الدخول إلى صفحات داعش

وتكشف لأجهزة الأمن المصرية أن المهاجمين انضما لما يعرف بتنظيم داعش، بشكل فكري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت مصادر أمنية إن معلومات موثقة أكدت أن الشابين تم استدراجهما للانضمام للتنظيم قبل حوالي ستة أشهر.

واعتاد كل من المهاجمين الدخول على الصفحات المرتبطة بالتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسجيل الإعجاب بالبيانات التي تصدر عن التنظيم، وتدوين التعليقات المتعاطفة مع التنظيم والمؤيدة لسلوك أعضائه ولفكرهم، المستند بالأساس إلى الفكر التكفيري.

وقالت المصادر إن تحريات الأجهزة الأمنية وتتبع الصفحات الخاصة بمنفذي الهجوم على الفندق السياحي بالغردقة على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت أن المتهمين تلقيان رسائل عبر حسابيهما على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وتبادلان "الشات" مع عناصر تنتمي للتنظيم، حيث تم اعتمادهما ضمن العناصر المنضمة فكريا للتنظيم داخل مصر.

سجل الاتصالات الهاتفية

وقالت مصادر أمنية مقربة من التحقيقات الجارية لكشف أبعاد ودوافع حادث الغردقة، إن تتبع سجل الاتصالات للهاتفين النقالين الخاصين بالمهاجين، كشف عن اعتياد المهاجمين تلقي اتصالات هاتفية عشرات المرات من 16 رقما بشكل متكرر، طوال الأشهر الماضية.

وتكشف أيضا أن المهاجمين أغلقا هاتفيهما قبيل قيامهما بتنفيذ الهجوم على الفندق، وبعد قيام أجهزة الأمن بإحباط الهجوم، عثرت على الهاتفين وتبين تلقي المهاجمين رسائل نصية تفيد بتلقيهما محاولات للاتصال من الأرقام ذاتها خلال فترة إغلاق الهواتف.

وقالت المصادر إنه تبين تعمد المهاجمان عدم تسجيل أية أسماء أمام أرقام تلك الهواتف، ولكن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد أصحاب تلك الخطوط الهاتفية، وتجري حاليا عمليات تتبع واسعة لهم لضبطهم.

سكاكين مطبخ وعلم داعش

وقالت مصادر أمنية إن التحريات أشارت إلى أن المهاجمين وصلا إلى مدينة الغردقة، صباح يوم الحادث والتقيا بأحد الأشخاص -جاري تحديد شخصيته وضبطه- قام بإمدادهما بمجموعة من "سكاكين المطبخ" ومسدس صوت وحزام ناسف هيكلي (لا يحتوي على متفجرات)، وعلم داعش.

وأضافت التحريات أن ذلك الشخص هو من اختار الفندق الذي استهدفه المهاجمان، ووضع لهما خطة التنفيذ، حيث تسللا من أحد المطاعم إلى داخل البهو الرئيس للفندق عبر باب داخلي يربط بين المطعم والفندق، حيث نفذا الهجوم.

نهج القاعدة

يشار إلى أن إقدام تنظيم داعش على التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعد تكرارا لذات النهج الذي اتخذه تنظيم القاعدة قبل أكثر من عشر سنوات، إذ كان يتم تجنيد العناصر عبر شبكة الإنترنت، قبيل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال المواقع الإلكترونية التي كانت مرتبطة بالتنظيم آنذاك.

وشهدت العاصمة المصرية في حينه وقوع عدة هجمات إرهابية قام بتنفيذها مجموعة من الشباب والشابات، كانت تربطهم روابط عائلية، وشملت تلك الهجمات تفجير عبوة ناسفة بمنطقة الأزهر، وتنفيذ هجوم انتحاري بميدان عبد المنعم رياض بوسط القاهرة وغيرها.

وأسفرت تلك الحوادث عن مصرع وإصابة عدد من السائحين والمصريين، ووصفت الخلايا المنفذة لتلك الحوادث بالخلايا الإرهابية العشوائية.

إرهاب يلد رعبا