يعتبر وصول نخبة من القوات السودانية للمساهمة في توفير الأمن بمدينة عدن المحررة إلى جانب القوات الموالية للشرعية في اليمن ليس بالمستغرب ولا الجديد، فهذه الخطوة تأتي إلى جانب المشاركة الجوية مع قوات التحالف العربي في دك معاقل ميليشيات الحوثي ومرتزقة صالح منذ بدء إطلاق عملية عاصفة الحزم قبل أكثر من ستة شهور.

فلطالما شارك الجيش السوداني في حروب وأزمات عربية، أبرزها خلال حرب أكتوبر إلى جانب مصر والحرب الأهلية في لبنان، وفي قوة الردع في الكويت.

ولعل أبرز حضور عسكري للجيش السوداني يتمثل في المشاركة إلى جانب القوات العربية في حرب أكتوبر في عام 1973 أو حرب رمضان ضد إسرائيل، حيث شاركت القوات السودانية كقوة احتياط بلواء مشاة وكتيبة قوات خاصة وتجنيد المتطوعين للقيام بمهمة إسناد للقوات المصرية لعبور خط بارليف حيث عبر عدد منهم القناة إلى جانب القوات المصرية.

أول مشاركة برية سودانية باليمن

ومشاركة السودانيين في حرب أكتوبر لم تبدأ في أيام الحرب ذاتها،  فقبل الحرب كان هناك وجود للقوات السودانية على خط القناة في حالة استعداد تام وشاركت في حرب الاستنزاف والحفاظ على ضفة القناة. كما حاربت القوات السودانية إلى جانب القوات المصرية كقوة مشتركة بجانب عدد من المتطوعين الذين قاتلوا في الجبهة السورية.

وما بين 1961-1963، شاركت أيضا كوكبة من القوات السودانية ضمن كتيبة مع مجاميع القوة العربية بقرار من الجامعة العربية، بسبب تهديد الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم في ستينيات القرن الماضي بغزو الكويت، حيث نشرت في تلك الفترة 3 كتائب من قوام الجيش السوداني ضمن قوة الردع العربية.

وفي الأعوام  1976 و1977 و1978 شاركت ثلة من سلاح المظلات في القوات السودانية في لبنان خلال الحرب الأهلية ضمن قوة الأمة العربية التي تغير اسمها فيما بعد لقوة الردع العربية وكان من مهامها حفظ السلام في المدن اللبنانية بين الفصائل المتناحرة، إضافة لتوفير الحراسة لمطار العاصمة بيروت والهيئات الدبلوماسية كالسفارة السودانية والمصرية.

وقد شاركت القوات السودانية فى كثير من النزاعات الدولية، خاصه بعد تكوين جيش سوداني في عهد محمد على باشا والي مصر، فقد استخدم جزءا من هذا الجيش في حروبه الخارجية في سوريا وفى الأناضول عام 1831م.

كما شاركت الوحدات السودانية في الحربين العالميتين الأولى والثانية وقبلهما شاركت الوحدات السودانية في حرب المكسيك، والقرم. فبحسب وزارة الدفاع السودانية، عندما نشبت حرب القرم  (1854-1856م) بين تركيا وروسيا لجأ الباب العالي (السلطان العثماني) إلى والي مصر طالبا منه مده بقوات لتشارك فى الحرب، فقام بإمداده بكتيبة شاركت في الحرب إلى جانب تركيا.

كما كان للجيش السوداني إنجازات عسكرية واسعة النطاق خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. فقد ساهمت وحدات سودانية خلال الحرب العالمية الأولى في الدفاع عن قناة السويس بإقامة نقاط عسكرية في سيناء، والمشاركة في العمليات العسكرية في حدود مصر الغربية.

وخلال تلك الحرب ألحقت قوات سودانية ضمن وحدات الجيش المصري للخدمة في فلسطين وفي خطوط المواصلات الأمامية والخلفية.