استعادت قوات المقاومة الشعبية والشرعية المدعومة من التحالف العربي سد مأرب بعد سيطرتها على التلال المحيطة به والقريبة منه.
وقبل السيطرة عليه، كان تصريحاً مهماً قد صدر عن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أثناء قيامه بواجب العزاء بأحد الشهداء الإماراتيين، حيث قال "أما سد زايد، سد مأرب، فاليوم يرتفع العلم عليه إن شاء الله".
وكانت ميليشيات الحوثي قد سيطرت في أواخر مايو الماضي على السد التاريخي.
ثمة أهمية تاريخية واستراتيجية واقتصادية لسد مأرب، الذي يبعد عن صنعاء نحو 173 كيلومتراً ونحو 8 كيلومترات عن مدينة مأرب القديمة، إذ يعتبر من أشهر الآثار اليمنية على وجه الخصوص والآثار في شبه الجزيرة العربية على وجه العموم.
ويعتبر سد مأرب التاريخي أعظم بناء معماري وهندسي في جنوب غربي الجزيرة العربية، ويوازي في أهميته سور الصين العظيم بالنسبة إلى الصين، وحدائق بابل بالنسبة إلى العراق والأهرامات بالنسبة إلى مصر.
ونظراً لأن محافظة مأرب تعاني من شح المياه والأمطار، خصوصاً في المناطق الشرقية من المحافظة، حيث نادراً ما تتساقط الأمطار في تلك المناطق شبه الصحراوية، في حين أن معظم الأمطار صيفية، ولذلك فإن للسد أهمية اقتصادية كبيرة قديماً وحديثاً.
السد القديم
وشيد سد مأرب القديم إبان حضارة سبأ، التي كانت عاصمتها مدينة مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد، أي في الألفية الأولى قبل الميلاد، وتمت توسعته وتعليته على مراحل.
وتفاوتت التقديرات بالنسبة إلى طوله، حيث ذكرت تقارير إن طوله بلغ نحو 550 متراً، في حين قالت تقارير أخرى إنه 950 متراً، فيما ذكرت تقارير ثالثة إن طوله عند إنشائه بلغ نحو 720 متراً، في حين بلغ ارتفاعه 15 متراً، وبلغ عرض قاعدته 60 متراً، ما مكن أبناء حضارة سبأ من إدارة مياه الأمطار الموسمية والاحتفاظ بها لاستخدامها في أوقات الحاجة.
وبحسب المعلومات التاريخية، فقد كان السد، قبل انهياره النهائي عام 575 ميلادي، يغطي احتياجات اليمنيين القدماء من الماء والغذاء، بل وصلوا إلى الاكتفاء الذاتي.
السد والإمارات
وللسد أهمية معاصرة، سيما لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لارتباط بناء السد الحديث برئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان قد أمر بإعادة بناء السد على نفقته الخاصة، وبلغت تكلفة ذلك 90 مليون درهم إماراتي، وتم افتتاحه في الحادي والعشرين من ديسمبر 1986.
وبحسب البيانات، تبلغ مساحة حوض سد مأرب الحالي نحو 30 كيلومتراً مربعاً، فيما تقدر سعته التخزينية بنحو 400 مليون متر مكعب من الماء، ويروي مساحة تقدر بحوالي 17 ألف هكتار.
وتكمن أهمية السد الاقتصادية في أن الزراعة تعد النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، حيث شكل إنتاجها من المحاصيل الزراعية قبل اندلاع الأزمة اليمنية ما نسبته 7.6 بالمائة من إجمالي إنتاج اليمن من المحاصيل الزراعية، واحتلت المحافظة المرتبة الثالثة من بين محافظات الجمهورية في الزراعة.