فقدت جماعة الإخوان في الأردن بريقها وقوتها بسبب اهتمامها بالعمل السياسي والابتعاد عن العمل الدعوي، واستغلال الصبغة الدينية كجسر للعبور نحو أروقة السياسة، مما أحدث تصدع داخل "الجماعة" ونفور من خارجها، وخصوصا ممن كانوا يميلون إلى التعاطف معها.
وقال الخبير في الجماعات الإسلامية، مروان شحادة، أن علاقة جماعة الإخوان كانت جيدة في السابق مع الدولة الأردنية، لكن هذه العلاقة طرأ عليها تغييرات كثيرة بسبب ممارسة الجماعة للعمل السياسي، خلافا لنهجها المعلن.
وأكد، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الجماعة أصابها الخلل والترهل والجمود، ولم تتمكن من تطوير خطابها، بل أنها اصطفت خلف قيادات جلبت لها المتاعب مع الحكومة الأردنية خلال الفترة السابقة، كما أن الخلافات داخل الحركة أدت إلى بروز تيارات أخرى بين أجنحتها تتصارع على القيادة مثل تياري الحمائم والصقور، ومبادرة زمزم.
وشدد على أن الجماعة لم تفرق بين ما هو شأن محلي وهم وطني، وبين ما هو شأن خارجي مثل العلاقة مع حركة حماس والارتباط بالتنظيم الدولي للإخوان.
وتابع شحادة "هذا الخلط والتداخل جلب للجماعة متاعب سياسية وقانونية فيما بعد تمثل بوجود جسمين للإخوان في الأردن، بعد أن حصلت جمعية جماعة الإخوان على ترخيص قانوني، وجماعة الاخوان، التي باتت علاقتها في أسوأ أحوالها مع الحكومة الأردنية، لأنها غير قانونية.
وكانت الحكومة الأردنية قد أكدت أن ما جرى في جماعة الإخوان هو قيام عدد من قياديها بطلب ترخيص الجماعة بشكل قانوني.
ووفقا للقوانين الأردنية تمت الموافقة لهم على تشكيل جمعية جماعة الإخوان، وهي تعتبر خلفا قانونيا للجماعة غير الشرعية، أما الجماعة غير الشرعية فلم يعد بإمكانها ممارسة أي عمل لأنها غير قانونية وتنتحل صفة هيئة اعتبارية أخرى.