فوجئ سكان مدينة الرقة السورية، القابعة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، الأحد، بمنشورات تلقيها طائرات التحالف الدولي، مبشرة بـ"إشراق الحرية" بعد دحر التنظيم المتطرف.

ولم تكن تلك المرة الأولى، التي تلجأ فيها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش" في سوريا والعراق، إلى أسلوب حربي قديم هو المنشورات الورقية، في ظل ما يفرضه التنظيم من قيود على الاتصالات في المدينة الواقعة شمالي سوريا.

فالأسلوب المستخدم منذ عقود في الحروب لجأت إليه القوات الأميركية في الحرب العالمية الثانية، حيث خصصت طائرات أميركية فقط للقيام بمهام شن غارات هدفها إسقاط المنشورات، حسب مقال للخبير العسكري اللواء علي محمد رجب في مجلة "درع الوطن" الإماراتية.

وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، كان الأميركيون يسقطون أكثر من 7 ملايين نسخة من المنشورات كل أسبوع فوق أوروبا، إضافة إلى "جريدة هوائية" أصدرها مكتب الاستعلامات الحربي بعنوان "أميركا في الحرب".

وحسب رجب، اخترعت "قنبلة مونرو"، وهي جهاز يحمل أكثر من 80 ألف منشور تنطلق في الهواء عندما تهبط القنبلة إلى ارتفاع ألف قدم.

وفي حرب الخليج الثانية عام 1991، لجأت القوات الأميركية إلى الأسلوب ذاته، حيث ألقت منشورات تدعو فيها جنود العراق إلى الاستسلام، وتحثهم على عدم الانصياع لأوامر قياداتهم، حسب دراسة أعدها الباحث العراقي سعد سلوم قبل سنوات.

وعاودت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها، استخدام المنشورات أثناء غوة العراق عام 2003، وحملت معظمها رسائل تطلب من الجنود العراقيين إلقاء سلاحهم، بينما كان الهدف من منشورات أخرى إخبار العراقيين أنه تم إلقاء القبض على الرئيس الراحل صدام حسين.

وفي الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من 4 أعوام، يستخدم الجيش السوري أحيانا سلاح المنشورات باعثا برسائل تحذيرية للسكان أو الجماعات المسلحة التي تقاتله، وتدعو إلى الإبلاغ عن "العصابات الإرهابية".

ويقول مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية مهند العزاوي إن المنشورات أحد أساليب الحرب النفسية، قد يكون الغرض منها التحذير أو إرعاب العدو أو التطمين أو إعطاء الحوافز.

ورغم أن هذا الأسلوب لا يزال مستخدما في الحروب، وآخر استخداماته كانت في الرقة السورية، فإن العزاوي يرى أن المنشورات "أسلوب قديم" لم يعد له التأثير المطلوب مع تطور وسائل الاتصالات، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية".

ويضيف العزاوي: "المنشورات الملقاة من الطائرات أسلوب أميركي بالأساس. استخدمت كثيرا عندما كان الاتصالات محدودة، لكنها لم تعد مؤثرة كثيرا قياسا إلى المزاج الشعبي، فضلا عن أنها قد تضل طريقها بسبب الظروف الجوية".