فقدت قوات الصاعقة في بنغازي أهم قاعدة عسكرية في أكبر مدينة بالشرق الليبي، في تطور عسكري يرى خبير إعلامي ليبي أن من شأنه تمديد مهمة اللواء المتقاعد خليفة حفتر والقوات التابعة له في مهد الثورة الليبية.

 وكان ما يعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة اسلامية وجهادية، أعلن الثلاثاء سقوط المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في قبضته، بعد أسبوع من القتال تم خلاله الاستيلاء على عدة معسكرات مهمة للجيش.

ويضم مجلس شورى ثوار بنغازي تحت لوائه مجموعة أنصار الشريعة، التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، ويعد القضاء عليها هدفا أساسيا لحفتر، الذي يقود عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الكرامة" منذ أكثر من شهرين في بنغازي، لمكافحة ما وصفه بـ"الإرهاب".

ولم يضع حفتر خطة زمنية محددة لحملته، لكن أيا كانت هذه الخطة فإن "تنفيذها سيسغرق وقتا أطول"، حسبما رأي مسؤول الإعلام بالمجلس الانتقالي الليبي سابقا محمود شمام، الذي تحدث إلى "سكاي نيوز عربية".

ووحدة القوات الخاصة من الوحدات القليلة التي يتألف منها الجيش النظامي الليبي، وقد أعلنت دعمها ومساعدتها لعملية "الكرامة" لكن دون أن تضع نفسها تحت قيادته.

ويقول شمام إنه "من الصعب جغرافيا ولوجستيا وصول إمدادات تساعد قوات الصاعقة في بنغازي على استعادة المعسكر، لذلك أعتقد أن مهمة حفتر ستتطلب وقتا أطول من المقرر".

ومن جهة أخرى، يرى شمام أن الغرض من عملية مجلس شورى ثوار بنغازي، منع انعقاد مجلس النواب، بعد أن اختيرت المدينة لتكون مقرا له، علما بأن نتائج الانتخابات أظهرت تقدم التيار المدني الليبرالي بصورة واضحة على نظيره الإسلامي.

ويذهب مسؤول الإعلام بالمجلس الانتقالي الليبي سابقا إلى أبعد من ذلك، عندما قال إن "أحد أهداف الجماعات المسلحة في بنغازي إنشاء إمارة إسلامية في شرق ليبيا تتمدد إلى الغرب".

ويضيف شمام: "هناك من يريد أن يفرض القوة للاستيلاء عما عجز عن الحصول عليه في العملية السياسية"، في إشارة إلى جماعات إسلامية مسلحة، متهما مجلس شورى ثوار بنغازي بـ"الاستعانة بمسلحين أجانب".

ويرى أن "الرد على هذا العنف هو استمرار الشرعية عبر التمسك بانعقاد مجلس النواب في إحدى المدن المؤمنة، ولتكن طبرق (أقصى شرق ليبيا)، وأن يتحمل المجلس مسؤولية تشكيل حكومة طوارئ وتكوين قوات مسلحة يمكنها التصدي للتطرف" على حد تعبيره.

وتزيد الأزمة الأخيرة في بنغازي التي قتل خلالها 60 شخصا على الأقل منذ يوم السبت، مخاطر الفوضى التي تغرق ليبيا منذ بدء الاحتجاجات التي أسقطت نظام العقيد الراحل معمر القذافي، عام 2011.

ففي العاصمة طرابلس غربا، لا يزال حريق اندلع نتيجة اشتباكات بين ميليشيات متناحرة، مشتعلا الأربعاء لليوم الرابع على التوالي، في خزانات محروقات قرب المطار الدولي.

وتدور معارك منذ 13 يوليو في جنوب العاصمة الليبية وعلى الأخص في محيط المطار، بعد هجوم شنه مقاتلون وثوار سابقون من مدينة مصراتة (200 كلم شرقي العاصمة) محسوبين على التيار الإسلامي، حاولوا طرد كتائب الزنتان من المطار المغلق منذ ذلك الحين.

وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة 400 آخرين.