بدأت قوات الأمن التونسية مدعومة بطائرة حربية ومروحية، الثلاثاء، عملية واسعة النطاق للتصدي لمسلحين على صلة بتنظيم القاعدة، يتحصنون في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر.

وانتشر آلاف الجنود في المنطقة النائية لتمشيط الجبل، الذي يتحصن به مسلحون جاء بعضهم من مالي بعد أن تمكنت عملية عسكرية فرنسية من طردهم العام الماضي.

وكان رئيس الوزراء، مهدي جمعة، قال مطلع الأسبوع إن القوات الحكومية تحقق "تقدما على الإرهاب، إذ نهاجمه في معقله في الشعانبي ونتقدم لأعلى الجبل".

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الجيش، توفيق الرحموني، أن العملية في جبل الشعانبي تعد "الأكبر في تاريخ الجيش لأنها تضم وحدات كثيرة بما في ذلك عناصر من مشاة البحرية والجيش والطائرات الحربية والطائرات المروحية".

وأضاف أن الجيش "لن ينهي العملية إلا بالسيطرة على السلسلة الجبلية التي أعلنت منطقة عسكرية مغلقة هذا الشهر للحد من دخول المواطنين إليها".

ويتسم جبل الشعانبي بتضاريسه الوعرة ويمتد إلى الجزائر، ونفذت القوات التونسية عدة مداهمات هناك وقصفت في بعض الأحيان الكهوف الجبلية بعد مقتل ثمانية جنود وذبحهم العام الماضي.

ويقدر مسؤولو الأمن التونسيون أعداد المسلحين في الجبل بالعشرات فقط، إلا أنهم يشكلون خطرا متزايدا، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

كما صنفت واشنطن إحدى الجماعات المسلحة هناك، وهي أنصار الشريعة "منظمة إرهابية" منظمة "إرهابية"، بعد أن اشتبكت هذه الجماعة مرارا مع قوات الأمن.

يشار إلى أن الجيش الجزائري يقوم بالتنسيق من على جانبه من الحدود لاسيما في مجال تبادل المعلومات، إذ قال مصدر أمني إن الجزائر "ستضع بالتأكيد حاجزا لمنع أي تسلل محتمل للإرهابيين إلى أراضيها لكنها لن تتجاوز حدودها أبدا".

ولدى الجزائر بواعث قلق أمنية خاصة بها، إذ نصب مسلحون كمينا لدورية عسكرية الأسبوع الماضي شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل 14 جنديا في واحدة من أعنف الهجمات على قوات الأمن بالبلاد منذ سنوات.

وألقى المسؤولون باللوم في الهجوم على جناح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.