قال مصدر لدى البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة إن 12 دولة من دول الاتحاد الأوروبي وعدت الفلسطينيين بدعم طلبهم للانضمام إلى الأمم المتحدة بصفة "دولة مراقبة غير عضو" الخميس، وعلم أن من بين هذه الدول مالطا ولوكسمبورغ والبرتغال وقبرص.

وكانت دول النرويج وسويسرا والنمسا وفرنسا وإسبانيا والدنمارك أعلنت الأربعاء والثلاثاء أنها ستدعم الطلب الفلسطيني، بينما أعلنت بريطانيا وأستراليا وليتوانيا أنها ستمتنع عن التصويت، فيما قالت ألمانيا أنها لن تدعم الطلب.

وكررت روسيا الأربعاء تأكيدها بأنها ستصوت لصالح الطلب الفلسطيني، وهو الموقف الذي ستتخذه الصين والهند أيضاً.

ففي لندن، أعلنت بريطانيا الأربعاء أنها ستمتنع عن التصويت على الطلب الفلسطيني ، مشيرة إلى أنها طالبت عباس بعدم التوجه إلى الأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين الدولية، على أساس أن الطلب الفلسطيني حالياً يعيق استئناف المفاوضات بين الجانبين.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في جلسة أمام البرلمان البريطاني، إن بلاده تدعم حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأوضح هيغ أن بريطانيا ستدعم مسعى الفلسطينيين لترقية وضعهم في الأمم المتحدة اذا تلقتا بعض التطمينات فيما يخص العودة إلى المفاوضات وامتناع الفلسطينيين من الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى أن العودة إلى المفاوضات بعد التوجه للجنائية ستكون مستحيلة.

وأشار هيغ إلى أن لندن طلبت من عباس عدم التوجه للأمم المتحدة غير أن الأخير قرر المضي قدماً في طلبه.

وفي وقت لاحق، قالت ألمانيا إنه لن تدعم طلب فلسطين للعضوية في الأمم المتحدة، وأنها ستصوت ضد القرار.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية الأربعاء إن ألمانيا لن تساند محاولة الفلسطينيين رفع وضعهم بالأمم المتحدة إلى وضع دولة مراقب.

وقال شتيفن زايبرت في مؤتمر صحفي "نجري تقييما للموقف ونريد أكبر اتفاق ممكن مع شركائنا الأوروبيين... لكن من المؤكد أن ألمانيا لن تصوت لصالح مثل هذا القرار".

وبذلك تكون ألمانيا الدولة الأوروبية الأولى حتى الآن التي تعلن معارضتها للمسعى الفلسطيني، بينما أعلنت كل من الدنمارك والنرويج وفرنسا وإسبانيا وسويسرا، أنها ستصوت لصالح الدولة الفلسطينية.

وتتزامن هذه التطورات مع "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني".

وكانت الولايات المتحدة قد كررت في وقت سابق تأكيد تصويتها في الأمم المتحدة ضد الدولة الفلسطينية حتى بصفة مراقب.

وأعلنت فرنسا الثلاثاء أنها ستؤيد ترقية وضع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو في التصويت في الجمعية العامة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الجمعية الوطنية (مجلس النواب الفرنسي) "حين يطرح السؤال... ستصوت فرنسا بالموافقة."

أحدث دولة أوروبية أعلنت موقفها المؤيد للخطوة الفلسطينية كانت النروج التي أعلنت وزارة خارجيتها الأربعاء أن الدولة، التي شهدت توقيع اتفاقيات أوسلو قبل نحو عقدين، ستصوت لصالح الطلب الفلسطيني منح فلسطين صفة "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة خلال تصويت الجمعية العامة للمنظمة الدولية الخميس.

وكتب وزير الخارجية النرويجي أسبن بارت ايدي على صفحته في موقع تويتر "النروج ستصوت لصالح قرار رفع صفة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مضيفاً "مشروع القرار متوازن وبناء".

وأوضح الوزير في تصريحات أدلى بها لاحقاً لقناة "أن آر كاي" العامة إن قرار بلاده مرده إلى ضرورة إعطاء "دفع جديد" للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المتوقفة منذ أكثر من عامين وتقوية موقف الرئيس محمود عباس الذي تقدم بالطلب.

وسبقها في هذا القرار سويسرا، التي أعلنت في بيان لها الأربعاء أنها ستصوت لصالح الطلب الفلسطيني.

وجاء في بيان مجلس الوزراء الفدرالي ان "هذا التغيير في الصفة، من كيان مع صفة مراقب إلى دولة مراقبة، من شأنه أن يسمح بإعادة إحياء تصور حل الدولتين في إطار مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية".

وأشارت الحكومة السويسرية، التي تعتبر أن خيارها يندرج في سياق سياستها الحوارية مع مختلف الأطراف، إلى أن هذا القرار الفلسطيني في حال تم تبنيه سيترافق مع "حقوق لكن أيضاً موجبات خصوصاً لجهة الامتناع عن اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة التي كرستها شرعة الأمم المتحدة".

وتابع البيان أن ذلك "سيفتح أيضا لفلسطين أبواب منتديات دولية عدة، سيما في مجال حماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب".

أما الدنمارك فأعلنت الأربعاء، أنها ستصوت بـ"نعم" على الطلب الفلسطيني للأمم المتحدة وفق بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية الدنماركية.

وقال وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوندال "يسرني أن أعلن أن التصويت الدنماركي في الأمم المتحدة سيكون 'بنعم' عندما يتم التصويت عليه الخميس. وسوف تعمل الحكومة من أجل ضمان أن يخلق هذا القرار التاريخي في الأمم المتحدة زخماً جديداً في عملية السلام".

وأضاف قائلاً: "وسوف ندعو الأطراف إلى الدخول فوراً في مفاوضات جادة بشأن حل الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء. ذلك هو الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والازدهار".

من ناحية ثانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور بن دور إن حكومته مستعدة لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية في حال حصولها على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

وأضاف أن الطريقة الحقيقية لإقامة دولة فلسطينية تكمن في المفاوضات مع إسرائيل وحل الملفات العالقة.

وفي مدريد، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو أمام النواب إن "إسبانيا ستصوت غداً (الخميس) لصالح الطلب الفلسطيني، بما ينسجم مع تاريخنا ولأننا نعتقد أنه الحل الأنسب لتقريبنا من السلام".

يشار إلى أن روسيا والصين كانتا قد أكدتا في وقت سابق أنهما ستصوتان بنعم لصالح الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي الأربعاء إن لدى الفلسطينيين عدة سيناريوهات لمواجهة الرد الإسرائيلي على الطلب الفلسطيني للاعتراف بدولة فلسطينية بصفة مراقب في الأمم المتحدة.

وكان دبلوماسي رفيع المستوى قال إنه يتوقع أن تصوت ما بين 11 و16 دولة أوروبية لصالح الفلسطينيين في حين ستصوت الدول الباقية برفض الطلب أو تمتنع عن التصويت.

من ناحية ثانية، أكدت الأمم المتحدة الثلاثاء بشكل "شبه جماعي" حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وذلك بعدما اعتمدت اللجنة الثالثة (لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والإنسانية) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة/ مشروع قرار بعنوان "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".

وصوتت لصالح القرار 173 دولة، بزيادة 7 أصوات مقارنة بالعام الماضي، بينما عارضته 6 دول هي كندا وإسرائيل والولايات المتحدة وميكرونيزيا وجزر المارشال وناورو، بينما امتنعت 3 دول عن التصويت هي الكاميرون وهندوراس وجنوب السودان.