أحيت ليبيا الثلاثاء الذكرى الأولى لإعلان "التحرير التام" للبلاد من نظام العقيد معمر القذافي، فيما تستمر الاشتباكات في مدينة بني وليد التي تتهم بتوفير ملاذ آمن وتأييد أنصار الرجل الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود بنظام شمولي فريد من نوعه استحدثه من وحي أفكاره الشخصية.

في 23 أكتوبر 2011 ومن مدينة بنغازي شرقي البلاد و مهد الثورة الليبية، أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي "تحرير" ليبيا بالكامل، بعد ثلاثة أيام من القبض على القذافي وقتله. كما أعلن المجلس عزمه تنظيم انتخابات خلال ثمانية أشهر.

وخلال عام توالت الأحداث في ليبيا بين صعود وهبوط.

فشهد نوفمبر 2011، القبض على سيف الإسلام، ابن العقيد القذافي الذي كان يعده لخلافته في حكم ليبيا، ليصبح بذلك آخر لاعب أساسي في عائلة القذافي يتم قتله أو القبض عليه.

وفي عام 2012 شهدت ليبيا أحداثا عدة منها السياسي والدموي.

يناير، اشتباكات في بنغازي بين الثوار السابقين - مما اعتبر مؤشرا على عدم رضاهم عن وتيرة وطبيعة التغيير الذي يجريه المجلس الوطني الانتقالي الحاكم – يستقيل على إثرها نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة.

فبراير، معارك بين أكبر قبيلتين في الكفرة، وهما التبو والزوية، أسفرت عن أكثر من مائة قتيل في صفوف الجانبين، طبقا للأمم المتحدة.

مارس، أطلق مسؤولون من المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، المنطقة الغنية بالنفط، حملة لاستعادة الحكم الذاتي للمنطقة مما أجج التوتر بينهم وبين الرئاسة المركزية للمجلس في طرابلس.

اعتقلت السلطات الموريتانية بعد ذلك رئيس الاستخبارات الليبية في عهد القذافي عبدالله السنوسي في مطار نواكشوط وأكدت أنها ستجري تحقيقا معه قبل النظر في طلب ليبيا تسليمها إياه.

مايو، مسلحون يقتحمون مقر الحكومة في طرابلس أثناء احتجاجات ضد قرار وقف صرف المنح السخية التي كانت تمنح للمجموعات التي قاتلت ضد حكومة القذافي. الحكومة تنجح في فرض الأمن.

وفاة عبد الباسط علي المقراحي، أحد منفذي عملية لوكربي التي راح ضحيتها 270 شخصا عام 1988، وتشييعه في جنازة عائلية.

يونيو، اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والميليشيات المحلية غربي البلاد، تتمكن في نهايتها القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي الذي كانت "كتيبة الأوفياء" قد استولت عليه احتجاجا على القبض على أحد قادتها.

في هذه الأثناء، قام حشد من الناس بنهب مقر لجنة الانتخابات في بنغازي.

تونس تقوم بتسليم رئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي لطرابلس.

يوليو، المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا تعلن عن النتائج النهائية للمؤتمر الوطني العام وفوز تحالف القوى الوطنية، ذي الأغلبية الليبرالية، بأغلبية المقاعد بينما حل حزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الليبية في المرتبة الثانية.

أغسطس، الحكومة الانتقالية تسلم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام الذي ينتخب محمد المقريف ليقوم بمهام رئيس الدولة المؤقت.

سبتمبر، مقتل سفير الولايات المتحدة إلى ليبيا وثلاثة أميركيين عندما اقتحم مسلحون القنصلية الأميركية ببنغازي. واشنطن ترى أن جماعات مسلحة من المتشددين استغلت الاحتجاجات ضد فيلم مسيء للنبي محمد كغطاء للهجوم.

الجماهير في بنغازي تقوم بطرد ميليشيات أنصار الشريعة وغيرها من الميليشيات من المدينة ومن منطقة درنه القريبة والتي يسيطر عليها المتشددون، مما يدفع الرئيس المقريف إلى التعهد بحل الميليشيات غير الشرعية.

موريتانيا تسلم رئيس الاستخبارات عبدالله السنوسي إلى ليبيا ليحاكم في جرائم اتهم بارتكابها في عهد القذافي.

أكتوبر، مصطفى أبو شاقور، رئيس الوزراء المنتخب، يستقيل بعد أن فشل للمرة الثانية في كسب تأييد البرلمان للحكومة التي شكلها. المجلس الوطني ينتخب علي زيدان، الليبرالي وكبير مبعوثي المعارضة أثناء الثورة، لخلافة أبو شاقور.

القوات الحكومية تقاتل ضد مؤيدي القذافي في معقله السابق بني وليد.