" إنه ابني وابنه. أنا أرعاه وهو تخلى عنه"، هذا ما لخصته طالبة أجنبية كانت على علاقة عاطفية مع زميلها السعودي في إحدى الجامعات الأميركية، في لقاء مع سكاي نيوز عربية.
تبدأ الفتاة ذات الخمسة والعشرين ربيعا حديثها بالقول: "تزاملنا وصرنا أصدقاء جيدين. أقمنا علاقة عاطفية لفترة، وحصل حمل فإجهاض. أخبرني أنه يريد الزواج مني وقال هذا لأسرتي".
وتواصل الفتاة التي طلبت حجب اسمها: "كان يصرح بحبه لي، حملت منه مرة أخرى، وصار لدي ابن منه. أنا كنت واحدة من عدة فتيات ممن وقعن في هذه المشكلة؛ بعضنا أنجب أطفالا من زواج شرعي، وبعضنا من علاقة عاطفية".
هذه المشكلة دفعتها إلى إنشاء مدونة إلكترونية تعنى بحالاتها والحالات المماثلة. وتشدد الفتاة على أنها خصصتها للآباء السعوديين.
ولماذا السعوديين دون غيرهم؟، تجيب الفتاة: "إنه موقع عن السعوديين، لأني وقعت في مشكلة مع سعودي، وهناك أخريات وجدتهن وقعن في هذه المشكلة مع سعوديين ممن يقيمون في أميركا وتشاركنا في الكتابة والنشر".
وتضيف: "نحن نهدف إلى تعريف عائلات أولئك الطلاب بما وقع فيه أبناؤهم ليتم الاعتراف بالأطفال". وتنشر المدونة أسماء الآباء وصورا لهم ولأطفالهم. وعن مسألة الزواج من السعوديين، ترى أن الكثير منهم ممن قابلتهم يظهرون أنهم منفتحون ولا يكترثون بثقافتهم أو ما ستقوله عنهم عائلاتهم؛ لكن تتفاجأ بالعكس بعد الارتباط بهم".
وتبرز مشكلة هذه الفتاة مع السعوديين من الطلاب تحديدا، حيث ارتفع عدد الطلاب الدارسين في الخارج منذ إطلاق برنامج "الملك عبدالله للابتعاث الخارجي" أواخر عام 2005، وتحظى الولايات المتحدة الأميركية بالنصيب الأكبر من أعداد الطلاب السعوديين حول العالم، حيث يدرس هناك أكثر من 60 ألف طالب معظمهم على نفقة الدولة.
تجدر الإشارة إلى أن واحدا من التعهدات التي يوقعها أي مبتعث سعودي ينص على تجنب الزواج من غير سعودية أثناء دراسته، فيما تشترط السلطات السعودية على مواطنيها عموما الحصول على ترخيص زواج من الخارج.
وعن مشكلة تخلي الآباء السعوديين عن أبنائهم، يؤكد المحامي عبد الله العزاز أنه يولي هذه القضايا اهتماما كبيرا، مشيرا إلى أن زيجات السعوديين من الغربيات تنجح أحيانا وتدوم، لكن عددا منها تفشل، خصوصا في ظل اختلاف نمط المعيشة السعودية عن الحياة الغربية، وانعدام تقبل المجتمع وأسرة الزوج للزوجة الغربية.
وأضاف أن السعودية سنت تشريعات تنص على رعاية أولئك الأطفال عن طريق سفاراتها في الخارج.