فجر هدم بعض أضرحة الأولياء في ليبيا، معركة بين مفتى مصر وبعض المؤسسات الصوفية والتيارات السلفية في البلاد. وأصدرت دار الإفتاء المصرية أخيرا بياناً استنكرت فيه التفجيرات، التي استهدفت أضرحة أولياء صالحين.

ودمر متشددون، السبت، ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس، وانتهكوا حرمة القبر. كما قام آخرون بتفجير ضريح آخر للعالم الصوفي الشيخ عبد السلام الأسمر، الذي عاش في القرن التاسع عشر، في زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة.

ووصف الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، المعتدين على الأضرحة بـ"خوارج العصر، وكلاب النار، الذين يسعون في الأرض فساداً وتهديماً لبيوت الله ومقدسات المسلمين".

وشبه المفتي الحادث بـ"الممارسات الإجرامية الجاهلية"، مطالباً المسؤولين الليبيين بـ"تطبيق حد الحرابة عليهم، باعتبارهم دعاة للضلالة".

في المقابل رفض الدكتور هشام كمال، المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، بيان جمعة، وقال إن وصفه للحادثة "انحراف عقائدي". وأضاف أنه كان يدرّس طلبته من كتب الصوفية والشيعة، وقال: "المفتي والطرق الصوفية يدافعون عن بدع هم متلبسون بها".

وأضاف: "الوضع الحالي لا يسمح بهدم الأضرحة، ولا أستبعد أن يكون من هدم أضرحة ليبيا بعض المجموعات المعادية للتيارات الإسلامية، خاصة التيار السلفي حتى تُلصق به التهمة، مثل ما أثير في مصر سابقا".

وحضت منظمات أهلية عدة السلطات الليبية على اتخاذ تدابير ملموسة لوضع حد لتدمير الأضرحة. وفي الرسالة التي وجهتها إلى المؤتمر الوطني العام المنبثق من أول انتخابات حرة في ليبيا، دعت عشرون منظمة المؤتمر إلى "التحرك فورا واتخاذ كل التدابير الضرورية لمنع هذه الأعمال غير المشروعة".

واستدعى المؤتمر الوطني، الأحد، رئيس الوزراء الليبي ووزيري الداخلية والدفاع، للرد على أسئلة النواب الذين اتهموا قوات الأمن بالتساهل، وربما الضلوع في تدمير الأضرحة. وإثر هذه الجلسة، قدم وزير الداخلية فوزي عبد العال استقالته احتجاجا على الانتقادات التي طالته.

وتظاهر عشرات من ممثلي المجتمع المدني، الاثنين، أمام مقر المؤتمر الوطني، مطالبين الحكومة بتدابير ملموسة تنهي هذه الظاهرة، وفق وكالة "فرانس برس".

ووجه المتظاهرون رسالة إلى رئيس وأعضاء المؤتمر نددوا فيها بتعرضهم لأعمال ترهيب وتهديد، مطالبين بضمان أمن المواقع المهددة وحماية التظاهرات السلمية.