اغتال مسلحون مساء الخميس عميد شرطة مصريا على طريق الإسماعيلية-بورسعيد (شرقي مصر)، كان يقود تأمين أحد الجسور على قناة السويس، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، وقتل في الحادث مجند وأصيب آخران.
وقال مصدر أمني إن العميد طه زكي قائد تأمين كوبري السلام العلوي الذي يصل غرب القناة بشرقها، اغتيل على أيدي مسلحين.
وكانت وزارة الداخلية المصرية وجهت قواتها باستخدام الذخيرة "في مواجهة أي اعتداءات"، وذلك إثر تعرض منشآت حكومية وأمنية إلى هجمات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مدن مصرية عدة غداة مقتل أكثر من 600 شخص في أعمال عنف صاحبت قيام قوات الأمن بفض اعتصامين للإخوان.
وقال بيان للوزارة إنه "فى ظل استهداف تنظيم الإخوان بعض المنشآت الحكومية والشرطية، فقد أصدرت الوزارة توجيهاتها لكافة القوات باستخدام الذخيرة الحية فى مواجهة أية اعتداءات على المنشآت أو القوات".
واقتحم أنصار الإخوان مبنى محافظة الجيزة ورشقوه بزجاجات المولوتوف الحارقة حتى اشتعلت به النيران، كما قاموا بمنع سيارتي إطفاء من الوصول إلى مبنى المحافظة لإخماد النيران، وقاموا بإضرام النيران في إحداهما.
من جهتها، قامت قوات الأمن بالدفع بتشكيلات من الأمن المركزي لتفريق المقتحمين حيث قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
فض اعتصام "الإيمان"
وفضت قوات الأمن اعتصاما لأنصار الإخوان في مسجد "الإيمان" بمدينة نصر، وأخرجت عشرات الكانت بداخل المسجد ونقلتها إلى المشارح في سيارات إسعاف.
وأخرجت قوات الأمن المعتصمين في المسجد مستعينة بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وارتفع عدد قتلى أعمال العنف التي وقعت في القاهرة والمحافظات إلى 638 حالة وفاة من بينهم 43 من قوات الأمن وأكثر من 4 آلاف مصاب، حسب وزارة الصحة.
وأعلن المتحدث الرسمي للوزارة محمد فتح الله، أن مئات المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم، بينما بقي آلاف آخرون تحت العلاج والملاحظة.
وأشار إلى أن أغلب الإصابات تراوحت بين طلقات نارية وخرطوش، فيما أصيب البعض بإغماءات وضربات شمس وجروح وكدمات وكسور.
وفي نفس السياق، أحيل 84 شخص بينهم أعضاء لجماعة الإخوان المسلمين إلى النيابة العسكرية بتهم القتل العمد وحرق كنائس ومدرعات.
وفي أسيوط، تعرض مركز شرطة ساحل سليم لهجوم بقذائف الهاون من قبل مجهولين، أسفر عن مصرع أحد أفراد الشرطة وإصابة 4 آخرين.
وفي حادث منفصل، اعتدى مجهولون على ضابط شرطة أثناء توجهه إلى عمله، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة.
وتوقفت حركة قطارات الوجهين القبلي والبحري بسبب اعتصام أنصار الإخوان على طول شريط السكة الحديد بمحافظات مصر.
وقالت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" إن أنصار الإخوان يعتصمون علي شريط السكك الحديد في بني سويف والواسطة وسمالوط والمنيا وديروط وبني مزار والزقازيق وأبو زعبل ومرسي مطروح وغيرها من الأماكن المنتشرة على مستوى الجمهورية.
ولفتت المصادر إلى أن عدد هذه الاعتصامات وصل حتي الآن إلى 13 اعتصاما وهو ما نتج عنه إيقاف حركة القطارات بالكامل باستثناء خطوط الضواحي الداخلية البعيدة عن الخط الرئيسي.
الإخوان: فقدنا التنسييق
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في بيان إنها ستنظم مظاهرات الخميس لمؤيدي الجماعة في القاهرة.
وتجمع مئان من أنصار الإخوان في ميدان "الألف مسكن" في منطقة ليست بعيدة عن رابعة العدوية، وأعلنوا الاعتصام فيه.
من جانبه، قال المتحدث باسم الإخوان المسلمين جهاد الحداد إن اثنين من قادة الجماعة أصيبا في عملية فض اعتصام رابعة العدوية، دون ذكر اسمهما.
وأضاف أن التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يتزعمه الإخوان " تلقى ضربة قوية جدا وفقد التنسيق المركزي".
واعتبر الحداد أن الحوار على أساس الشرعية الدستورية هو الحل الوحيد، على حد قوله، في إشارة إلى مطلب الإخوان بعودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم.
بيلاي تدعو لتحقيق
من جانبها، دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إلى تحقيق حول ما قامت به قوات الأمن المصرية أثناء فض الاعتصامات.
إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، أن قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تم في إطار القانون.
وأضاف: "المسؤوليات التي تتطلع إليها أي حكومة ديمقراطية تتمثل في حفظ الأمن والنظام العام".
من جانب آخر، عادت حركة المرور إلى السريان في منطقة رابعة العدوية، عقب انتهاء قوات الأمن، من إزالة المخلفات الناتجة عن فض اعتصام مؤيدي الإخوان، في حين تقوم الجهات المعنية بالنظافة، بإتمام عمليات تنظيف الميدان.
وعبر عدد من المارة عن سعادتهم لفض الاعتصام، مستخدمين أبواق سياراتهم، في الوقت الذى ظهرت فيه ملامح الفرح والسعادة على قاطني المنطقة إلى الحد الذى دفع بعضهم إلى توزيع العصائر على المارين من الميدان.
من جانب آخر، استدعى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، سفير مصر في باريس إلى قصر الإليزية في الساعة (8:00 توقيت غرينيتش).
وكانت باريس دعت الأربعاء إلى "الوقف الفوري للقمع" في مصر وطلبت من الأمم المتحدة وشركائها "اتخاذ موقف دولي عاجل في هذا الاتجاه".
ودعا هولاند إلى بذل كل الجهود من أجل تفادي وقوع "حرب أهلية" في مصر.
بينما، أعلنت الدنمارك تعليق مساعدتها لمصر غداة عملية الفض الدامية لاعتصامي أنصار جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة.
وقال وزير المساعدة على التنمية، كريستيان فريس باخ: "للدنمارك مشروعان بتعاون مباشر مع الحكومة والمؤسسات العامة المصرية سيتم تعليقهما".