دعت تركيا رعاياها إلى مغادرة لبنان بعد خطف طيارين اثنين من الخطوط الجوية التركية، الجمعة، من قبل رجال مسلحين على طريق مطار بيروت، وفي الأثناء، أجرى الرئيسان اللبناني والتركي مشاورات حول موضوع المختطفين.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشر على موقعها على الإنترنت: "نظرا للوضع الراهن، ينبغي على مواطنينا أن يتجنبوا السفر إلى لبنان إلا في حال الضرورة".
وأضاف: "ننصح مواطنينا المتواجدين في لبنان بالعودة إلى تركيا إذا كانوا قادرين على ذلك، أو اتخاذ كل الإجراءات من أجل ضمان سلامتهم الشخصية والتيقظ في حال قرروا البقاء".
وأوضح البيان أن أنقرة تنتظر من الحكومة اللبنانية أن تتخذ "كل الإجراءات من أجل ضمان أمن المواطنين (الأتراك) المقيمين في لبنان".
مشاورات تركية لبنانية
وعلى الصعيد ذاته، أجرى الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات مع نظيره التركي عبد الله غول في موضوع المختطفين التركيين خلال اتصال هاتفي.
وأكد سليمان أن هناك مساع جدية متواصلة لمعرفة مكان المختطفين والتأكد من سلامتهم والعمل على تحريرهم، معبراً عن رفضه لعملية خطف الموطنين التركيين.
خطف طيارين
وكان مسلحون مجهولون، قد أوقفوا، صباح الجمعة، حافلة تابعة للخطوط الجوية التركية قرب مطار بيروت الواقع جنوب العاصمة اللبنانية واختطفوا اثنين من ركابها.
وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "زوار الإمام الرضا" عملية خطف التركيين فجر اليوم على طريق المطار.
وأفادت مصادر إعلامية بأنه تم اختطاف قائد طائرة ومساعده من داخل الحافلة التي كانت تقل طاقم طائرة تركية من المطار باتجاه أحد فنادق بيروت، وأن عملية الاختطاف تمت عند منطقة جسر "الكوكودي" قرب مطار رفيق الحريري "مطار بيروت" الواقع قرب الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأفادت مصادر قريبة من الحكومة بأن 4 مسلحين شاركوا في عملية الخطف، وأن الخاطفين تركوا الركاب السبعة الأخرين في الحافلة، وهم أيضا أتراك من طاقم الخطوط الجوية.
وقال وزير الداخلية اللبناني، مروان شربل لـ"سكاي نيوز عربية": "إن عملية خطف حصلت عند الساعة 3:00 فجرا بالتوقيت المحلي هذا الصباح واستهدفت باصا ينقل أفرادا من طاقم طائرة الخطوط الجوية التركية كان آتيا من المطار متوجها إلى الفندق".
وأضاف أنه تحدث إلى السفير التركي في بيروت وأن تحقيقا فتح، يشمل أيضا سائق الحافلة، وهو لبناني.
تركيا تتابع القضية
من جانبه، قال السفير التركي في لبنان إينان أوزيلديز: "إنه يتابع القضية ويتمنى على السلطات اللبنانية الإفراج عن المختطفين الأتراك "، فيما تحدثت تقارير إعلامية لبنانية عن أن السلطات اللبنانية أوقفت سائق الحافلة.
وأوضح السفير التركي لوسائل إعلام تركيا أن القضية "تتابع عن قرب"، وأنه يعمل مع "السلطات والقوى الأمنية اللبنانية للإفراج عن الطيارين".
ونفذ الجيش اللبناني في أعقاب العملية انتشارا على طريق المطار.
ويرجح أن تكون عملية الخطف على علاقة بخطف لبنانيين محتجزين في سوريا منذ مايو 2012.
وكان هؤلاء خطفوا في محافظة حلب شمالي سوريا، وهم في طريق العودة من زيارة عتبات مقدسة في إيران.
وأفرج في حينها عن النساء في المجموعة، بينما أطلق سراح اثنين من الرجال على دفعتين، فيما لا يزال تسعة رجال محتجزين في مدينة أعزاز.
وتظاهرت عائلات المخطوفين مرات عدة أمام مقر شركة الخطوط الجوية التركية في وسط بيروت، مطالبة أنقرة باستخدام نفوذها لدى المعارضين السوريين لتأمين الإفراج عن المخطوفين التسعة.
ولم تؤد المفاوضات التي يتولاها شربل والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم مع الجانب التركي، إلى نتيجة إيجابية.
وتشكل عملية الخطف الحلقة الأحدث في سلسلة من الحوادث الأمنية المتنقلة التي شهدها لبنان على خلفية النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عامين.
تركيا تسحب كتيبتها الهندسية من "اليونيفيل"
أبلغت تركيا قيادة قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) قبل أيام قرار سحب كتيبتها الهندسية مع الإبقاء على جنودها في القوة البحرية، في خطوة غير مرتبطة بتعرض طيارين تركيين للخطف قرب مطار بيروت الجمعة، بحسب متحدث باسم هذه القوات.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي لوكالة فرانس برس الجمعة إنه "في السادس من أغسطس، تبلغنا من قسم عمليات حفظ السلام أن الحكومة التركية قررت سحب وحدة الهندسة والبناء من اليونيفيل، مع الإبقاء على حضورها في القوة البحرية".
وأوضح أن "تركيا لن تنسحب بشكل كامل"، مشيراً إلى أن "نحو 60 عنصراً سيتابعون مهماتهم في القوة البحرية، في حين سيغادر نحو 280 عنصراً يشكلون عديد كتيبة الهندسة".
ولم يحدد تينينتي سبب القرار التركي، مؤكداً أنه "يعود للدول أن تقرر مدى مساهمتها، لكن من المهم معرفة أن قرارات كهذه تعد مساراً معتاداً في كل مهمات حفظ السلام".
وشدد على أن القرار المتخذ "ليس جزءاً مما حدث اليوم"، في إشارة إلى خطف طيارين من طاقم الخطوط الجوية التركية قرب مطار بيروت الدولي فجراً.