نزح مئات السوريين من مدينة بانياس، على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربي البلاد، بعد "مجزرة" البيضا التي قتل خلالها 50 شخصا على يد قوات الجيش السوري وجماعات مسلحة موالية للحكومة، حسب ناشطين معارضين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "المذبحة والمداهمات الليلية لحي رأس العين في بانياس دفعت الكثير من الأسر إلى الفرار من المنطقة".

وأضاف رامي عبدالرحمن أن "المجزرة جاءت بعد يومين من قيام قوات حكومية ومسلحين بقتل أكثر من 50 شخصا في قرية البيضا خارج بانياس".

وكان المركز الإعلامي السوري قال إن مدينة بانياس الساحلية غربي البلاد تشهد حركة نزوح وصفتها بغير الطبيعية خوفا من ارتكاب مجازر جديدة.

كما تناقل ناشطون معلومات عن وقوع ما أسموه "مجزرة جديدة" في بلدة رأس العين بمدينة بانياس، والتي قتل فيها عائلات كاملة بينهم نساء وأطفال.

ويأتي ذلك بالتزامن مع مقتل 215 شخصا في سوريا، بينهم 126 قتيلا في محافظة طرطوس، حسب مصادر المعارضة.

إدانات دولية لـ"مجزرة" البيضا

دوليا، أعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنها "روِّعت" إزاء الأنباء التي تحدثت عن قيام القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب "مجزرة" في بلدة البيضا السورية، وحذرت من أن "المسؤولين عن الخروقات لحقوق الانسان يجب أن يحاسبوا".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي في بيان "الولايات المتحدة روعت من الأنباء التي أشارت إلى وقوع أكثر من 100 قتيل في هجمات وحشية على بلدة البيضا".

وأضاف البيان "بناء على هذه المعلومات فإن قوات النظام وميليشيات الشبيحة دمرت المنطقة عبر قصفها بالهاون ثم انقضت على البلدة حيث أعدمت عائلات بكاملها بنسائها وأطفالها".

وخلصت المتحدثة إلى القول "لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان".

بدورها المتحدثة باسم الخارجية البريطانية، روزماري ديفيس، قالت "سنعمل على محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم في سوريا بعد فظاعات النظام في بانياس".

قصف واشتباكات بمدن عدة

ميدانيا، تعرض حي برزة في العاصمة دمشق لقصف مدفعي وصاروخي ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا، وبث ناشطون صورا لدمار في المباني السكنية جراء ما قالوا إنه قصف للقوات الحكومية على الحي.

أحد مقاتلي الجيش الحر في منطقة سيدي مقداد بالعاصمة السورية دمشق

وفي مدينة بصرى الشام في محافظة درعا اندلعت اشتباكات بين الجيشين السوري والحر وسط قصف لبعض مدن وبلدات في ريف المحافظة.

كما هاجم الجيش الحر حاجزا للقوات الحكومية في درعا البلد بحسب مشاهد بثها ناشطون لم يتسن لنا التأكد منها من مصادر مستقلة.

الأسد يكرم "شهداء" الجامعات السورية

وفي العاصمة السورية، شارك الرئيس السوري بشار الأسد، السبت، في إزاحة الستار عن "النصب التذكاري لشهداء الجامعات السورية" في جامعة دمشق، حسب وكالة الأنباء السورية سانا.

الرئيس السوري في جامعة دمشق بالبرامكة وسط العاصمة دمشق

وذكرت الوكالة أن "الأسد شارك آلاف الطلاب، بحضور عائلات الشهداء، بالإزاحة عن النصب التذكاري لشهداء الجامعات السورية".

ونشرت صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" على فيسبوك صورة للأسد في حرم كلية الشريعة في منطقة البرامكة وسط العاصمة السورية دمشق، وقد أحاط به عدد من الشباب.

وذكر سكان من العاصمة لموقع سكاي نيوز عربية أن كافة الطرقات المؤدية إلى الجامعة تم إغلاقها منذ الصباح ومن بينها طريق جسر الرئيس المؤدي إلى كلية الشريعة وكلية الحقوق.

وكان الأسد ظهر الأربعاء الماضي في محطة الأمويين لتوليد الكهرباء بمناسبة عيد العمال.

يذكر أن العديد من طلاب الجامعات قتلوا في سوريا خلال عامي النزاع في كل من جامعتي حلب ودمشق.