في خطوة أثارت جدلا واسعا، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحه لسيناريو تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من القاهرة وعمان.

ويبرر ترامب مقترحه بأن نقل السكان سيوفر لهم "ملاذا آمنا"، إلا أن الدولتين العربيتين شددتا على موقفهما الثابت برفض أي شكل من أشكال التهجير القسري.

الموقف الفلسطيني والعربي

في تعليقه على هذه التصريحات، أكد المتحدث باسم حركة فتح، إياد أبو زنيط، أن هذا المخطط يُشكل امتدادا لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أن "الشعب الفلسطيني يرفض أي محاولة لترحيله من أرضه، وهو متمسك بحقوقه المشروعة رغم كل الضغوط".

ترامب يتمسك بخطة تهجير سكان غزة.. والقاهرة وعمان ترفضان

من جانبه، اعتبر مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خالد عكاشة، أن موقف ترامب يعكس "تشوشا سياسيا وتسرعا"، مشيرا إلى أن "طرح مثل هذه الأفكار لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر في المنطقة، حيث إن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع، وأي محاولات لحلها بعيدا عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين محكوم عليها بالفشل".

أما مدير برنامج الدراسات الإقليمية بمركز دراسات الشرق الأوسط نبيل العتوم فقد أشار إلى أن الإدارة الأميركية "تتبنى بشكل واضح الرواية الإسرائيلية، وتتعامل مع القضية الفلسطينية من منظور اقتصادي بحت، وهو ما رفضته الدول العربية والمجتمع الدولي سابقا عند طرح صفقة القرن".

وأضاف أن "أي مقترحات تتجاهل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 لن تكون مقبولة، لا فلسطينيًا ولا عربيا".

مصر ترد رسميا على تقارير "الاتصال الهاتفي" بين ترامب والسيسي

الأبعاد الدولية وردود الفعل

في المقابل، دافع المدير التنفيذي لمركز السياسة الأمنية، فريد فليتز، عن مقترح ترامب، معتبرا أن "الفلسطينيين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة في غزة، ونقلهم إلى أماكن أخرى يمكن أن يحسن من أوضاعهم".

وأضاف أن "الدول العربية ترفض استقبال الفلسطينيين خوفا من زعزعة استقرارها، وليس بدافع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين".

رفض شعبي واسع

على المستوى الشعبي، قوبلت تصريحات ترامب برفض قاطع من قبل سكان غزة، الذين أكدوا تشبثهم بأرضهم رغم الدمار الذي لحق بها. وفي تصريحات لوسائل الإعلام، شدد عدد من الفلسطينيين على أنهم "لن يغادروا غزة حتى لو تحولت إلى أنقاض"، معتبرين أن "التهجير مرفوض تمامًا، مهما كانت المغريات".

يبقى موقف القاهرة وعمان الرافض لتهجير الفلسطينيين عنصرا حاسما في مواجهة هذه الطروحات، بينما يعزز الفلسطينيون صمودهم على أرضهم. وبينما تواصل واشنطن إعادة طرح رؤى غير تقليدية لحل القضية الفلسطينية، تبقى الحقائق على الأرض هي العامل الأساسي الذي يحسم مصير أي خطة أو مقترح في هذا الإطار.

غزة بين العودة وكابوس التهجير.. الخيارات الصعبة