في جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي برئاسة الجزائر، تصدرت معاناة أطفال غزة المشهد الإنساني المأساوي. الأطفال الذين أصبحوا الضحية الأبرز لحرب دامت 15 شهرا، تركت ندوبا عميقة لا تُمحى في جيل بأكمله.
فقد كشفت الإحصاءات عن أن الغالبية العظمى من القتلى والمصابين كانوا من الأطفال، بينما نجا آخرون ليعيشوا مع تبعات نفسية وجسدية لا تقل وطأتها عن الموت.
صدمة أجيال تحت الأنقاض
تشير التقارير إلى أن أكثر من 17 ألف طفل انفصلوا عن أسرهم بسبب الحرب، ومنهم من لم يحظَ بفرصة التنفس قبل أن تُزهق روحه. ووفقًا للمندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، فإن الوضع يتطلب تحركا جادا من مجلس الأمن.
وطالب منصور بزيارة قطاع غزة ليشاهد أعضاء المجلس بأعينهم ما وصفه بـ"ثقافة الإفلات من العقاب وازدواجية المعايير" التي استفادت منها إسرائيل.
أرقام تتحدث عن مأساة
وفقا لتقارير اليونيسف، بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا منذ بداية الحرب 14 ألفًا و500 طفل. غير أن تقديرات فلسطينية وأممية تشير إلى أن العدد الحقيقي أكبر بكثير بسبب وجود جثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
ويعيش في قطاع غزة نحو مليون طفل يعانون من دمار شامل، حيث تحولت المدارس والملاعب إلى مراكز إيواء، أو دُمّرت بالكامل.
فقدان التعليم والصحة
وصرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر بأن الحرب تسببت في حرمان الأطفال من التعليم، إذ دمرت مدارسهم، وأصيب الكثير منهم بأمراض مزمنة.
ومع تدهور المرافق الصحية في غزة، بات الحصول على الرعاية الطبية شبه مستحيل.
ويضيف: "تزايدت معاناة الأطفال في ظل غياب الدعم اللازم".
الأطفال يدفعون الثمن
المندوب الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن نافع، أكد أن الأطفال ليسوا مسؤولين عن النزاعات، لكنهم الضحية الأولى لها. "في غزة، وصل وضع الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة"، قال بن نافع في كلمته.
وبينما تعاني غزة من دمار شامل، يعيش الأطفال في حالة من الضياع بين الأزمات.
أما القائمة بأعمال المندوب الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، وصفت الوضع بأنه "أزمة لا يستفيد منها أحد".
ورغم الجهود الدولية لتسليط الضوء على هذه المأساة، فإن الحلول لا تزال غائبة، تاركة أطفال غزة عالقين في حلقة مفرغة من الألم.
في ظل هذه الظروف، لا يزال أطفال غزة يواجهون واقعا قاسيا يسرق طفولتهم وأحلامهم، بينما تنتظر أجيالهم القادمة إجابة عن سؤال بسيط: متى يتوقف هذا الكابوس؟