مع تطورات الصراع في غزة واتفاق التهدئة الأخير، تبدو الصورة أكثر تعقيدا في ظل صعوبة استشراف مستقبل المنطقة بدقة لا سيما وأن إسرائيل وحماس ستتدخلان في مرحلة إعادة ترتيب الأوراق ما قد يؤثر على شكل الشرق الأوسط الجديد بالمستقبل.

يصف الكاتب والباحث السياسي زيد الأيوبي خلال حديثه لسكاي نيوز عربية وصول ترامب إلى البيت الأبيض بأنه "حدث غير مسبوق" في تاريخ الرئاسة الأميركية.

ويضيف أن سياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط قامت على إعادة ترتيب الأولويات، حيث لم يكن مجرد مراقب للوضع الإقليمي، وإنما فاعلا مؤثرا فيه.

واعتبر أن ترامب استفاد من أدوات الضغط الأميركية لتشكيل توازنات جديدة مع التركيز على دعم قوة إسرائيل الإقليمية.

اتفاق غزة.. تداعيات على المنطقة

عماد الدين أديب، المحلل السياسي في "سكاي نيوز عربية"، يرى أن بنيامين نتنياهو يمثل شخصية براغماتية بامتياز، ويدرك كيف يناور بين مختلف القوى السياسية لتحقيق بقائه في السلطة.

أديب يشير إلى أن نتنياهو يعتمد على تحالفاته مع شخصيات متشددة مثل سموتريتش (وزير المالية بتسلئيل سموتريتش) وبن غفير (وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير)، رغم اختلافاتهم الفكرية، لضمان استمرار سياساته.

إلا أن أديب يوضح أن تحركات نتنياهو جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يبقى الهدف الأساسي تأمين إسرائيل وفرض سيطرتها الإقليمية.

أخبار ذات صلة

السيسي وبايدن يبحثان جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة
وزيرا خارجية مصر وإيران يبحثان الوضع في المنطقة

ويوضح أديب أن طبيعة الحروب الحديثة تجعل الانتصارات المطلقة أمرا نادرا، مبينا أنه رغم إعلان حماس تحقيق مكاسب مثل إطلاق سراح آلاف الأسرى، إلا أن الاتفاق يظهر بوضوح الضغوط التي تعرضت لها الحركة، والتي قد تدفعها مستقبلا للتحول إلى حزب سياسي يعمل ضمن أطر سياسية بدلا من العسكرية.

في المقابل، يشير الأيوبي إلى أن الاتفاق، رغم وصفه بالهش، يعكس بداية لتغيرات أعمق في المشهد الإقليمي.

وبين الأيوبي أن الظروف الحالية، بما في ذلك ضعف حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد، ساهمت في تقليل التهديدات المباشرة لإسرائيل، لكنها لم تزل العقبات بالكامل.

ويؤكد عماد الدين أديب أن الصراع في غزة يعكس طبيعة جديدة للحروب، حيث لا يوجد منتصر كامل، بل يقدم كل طرف نتائج الاتفاق لجمهوره كإنجاز سياسي.

في الوقت نفسه، يتفق الأيوبي وأديب على أن نتنياهو سيواصل استغلال التحولات الإقليمية لتحقيق مكاسب سياسية.