تثير محاولات هيئة تحرير الشام لتوسيع اتصالاتها مع الغرب وطمأنة الأطراف الدولية تساؤلات بشأن مدى استعداد الولايات المتحدة للتفاعل مع هذه التحركات.

وفي حين تبدي الهيئة، بقيادة أبو محمد الجولاني، إشارات على تحول في نهجها، يظل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حذرًا بشأن أي تغيير في السياسة الأميركية تجاهها.

وكشف مصدر أميركي لـ"سكاي نيوز عربية" أن إدارة ترامب تحث إدارة بايدن على عدم إزالة هيئة تحرير الشام وأبو محمد الجولاني عن قائمة الإرهاب.

ويأتي هذا الموقف نتيجة تحفظات قوية على مصداقية تحول الهيئة نحو الاعتدال.

ترامب يرفض رفع الجولاني عن قائمة الإرهاب

المستشار السابق لنائب الرئيس الأميركي، توم روز، أكد خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن "إمكانية تغيير الجولاني لأساليبه واردة، لكنه يعبر عن عدم الثقة في ذلك، ويؤكد على عدم إمكانية المراهنة على اعتداله".

وأضاف أن إدارة ترامب تنظر إلى أي تغيير إيجابي بحذر، لكنها تطالب بتحركات ملموسة من قبل الهيئة قبل مناقشة أي خطوات تجاه الاعتراف بها.

التحديات الإقليمية والدولية

يشير روز إلى أن إدارة ترامب كانت أكثر مرونة في التعامل مع القضايا الإقليمية مقارنة بإدارة بايدن، قائلاً: "ترامب يتمتع بمرونة أكبر وانفتاح في التعامل مع القضايا، بينما تبدو إدارة بايدن أقل قدرة على التكيف مع التغيرات، كما يتضح من موقفها في الحرب الأوكرانية".

وفيما يتعلق بسوريا، أشار إلى أن ترامب ركز على مكافحة التطرف الإسلامي وتحقيق الاستقرار الإقليمي، معربًا عن قلقه من دور تركيا وتأثيرها على الأكراد.

وشدد على أهمية تجنب أي صراع بين الولايات المتحدة وتركيا، الحليفين في الناتو، نظرًا للمصالح المتضاربة، خاصة في الشأن الكردي.

الجولاني والضغط الخارجي.. مصالح متشابكة أم شروط ومحاذير؟

الشكوك حول هيئة تحرير الشام

رغم الخطاب الجديد الذي تتبناه هيئة تحرير الشام، يظل الموقف الأميركي حذرًا تجاه قبولها كشريك سياسي أو فاعل شرعي.

وقال روز: "طالما لم تصبح الحركات الإسلامية التي تولت الحكم في الشرق الأوسط معتدلة بل متطرفة، كما حصل مع الثورة الإسلامية في إيران وحكومة الإخوان في السودان، وسيطرة طالبان في أفغانستان، فلا يمكن المراهنة على هذا التحول".

وتسعى الولايات المتحدة، وفقًا لتوجهات إدارة ترامب، إلى العمل مع الحلفاء لتخفيف العبء عنها، مع التركيز على تحقيق الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

ومع ذلك، يظل الوضع في سوريا معقدا، خاصة مع التداخلات التركية وتأثيرها على العلاقات الأميركية الكردية.

ويبدو أن موقف ترامب من أبو محمد الجولاني وهيئة تحرير الشام يعكس رؤية متحفظة تستند إلى الشكوك حول نوايا التحول نحو الاعتدال.

وبينما تسعى إدارة بايدن إلى اتخاذ خطوات محسوبة، فإن تأثير رؤية ترامب السابقة على السياسة الأميركية تجاه سوريا لا يزال حاضرًا.