رصدت "سكاي نيوز عربية" مشاهد مروعة من مستشفى المجتهد، المعروف أيضا باسم مستشفى دمشق، حيث يصل عشرات السجناء الناجين من سجن صيدنايا أحد أشهر مراكز الاعتقال في سوريا، بينما يصل آخرون جثثا هامدة.

وكشف تقرير "سكاي نيوز عربية" عن حالات بعض الناجين الذين فقدوا الوعي والذاكرة، ولا يتبقى من حياتهم سوى أنين ضعيف وتنفس متقطع، بينما وصلت عشرات الجثث مجهولة الهوية التي تحمل علامات تعذيب وحشية.

وأثناء وجود كاميرا "سكاي نيوز عربية"، وصل إلى المستشفى 35 جثة بعضها في حالة تحلل متفاوتة، تراوحت بين 5 أيام إلى شهر.

ونقلت هذه الجثث من مستشفى حرستا العسكري، حيث اعتادت السلطات السورية إيداع جثث السجناء الذين لقوا حتفهم نتيجة التعذيب أو التصفية داخل السجون.

وأظهرت الجثث آثار آلات تعذيب، مثل المكابس، بالإضافة إلى استخدام الملح على بعضها، مما يعكس قسوة الإجراءات المتبعة.

معتقلون سوريون يروون أهوال ما تعرضوا له داخل السجون

عائلات في انتظار أجوبة

ويسلط التقرير الضوء على معاناة الأهالي الذين يترددون على المستشفى بحثا عن معلومات عن أحبائهم المفقودين.

إحدى العائلات تحدثت لـ"سكاي نيوز عربية"، عن معاناتها منذ عام 2015، حين تم اعتقال ابنها البالغ من العمر 15 عاما.

وقال والد الضحية بحزن: "لا أتوقع أن أتعرف على ابني بعد هذه السنوات الطويلة. الصور التي رأيتها هنا تفوق الوصف".

ومع التشوهات الكبيرة التي تعاني منها الجثث، يعتمد التعرف على الضحايا بشكل أساسي على الفحوص الطبية، خاصة تحليل الحمض النووي، الذي يمثل الأمل الوحيد للعائلات المكلومة في تحديد هوية أقاربهم بين الجثث المحفوظة في ثلاجات المستشفى.

ويؤكد التقرير الحاجة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي للتحقيق في هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.