يشكل سقوط النظام السوري لحظة فاصلة في تاريخ البلاد، ومعه تأتي تغيرات جذرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وفي هذا التقرير نستعرض التأثيرات المحتملة لهذا الحدث على دول المنطقة، وحجم التدخلات الدولية، والدور العربي المطلوب، مستندين إلى رؤى وتحليلات خبراء.

التأثيرات على دول المنطقة

يفتح سقوط النظام المجال أمام دول المنطقة لتعيد تموضعها في سوريا، إذ يرى الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز أن "النظام كان أشبه بمحور إيراني داخل المنطقة، وسقوطه يعني نهاية حقبة نفوذ إيراني مباشر في دمشق".

ويضيف أن "الفراغ الذي سيتركه النظام الإيراني في سوريا سيدفع دولا مثل تركيا إلى التنافس على النفوذ".

الائتلاف الوطني السوري: لن يكون هناك اقتتال داخلي في سوريا

أما الخبير في شؤون الجماعات المتشددة ماهر فرغلي، فيحذر من "احتمال أن تستغل الجماعات المتشددة مثل داعش والنصرة هذه اللحظة لإعادة التموضع، مما يهدد استقرار دول الجوار مثل العراق ولبنان".

ومع استقرار الوضع، ستتجه الأنظار إلى عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا، حيث يشير الكاتب والباحث السياسي حسام طالب إلى أن "العبء الأكبر سيكون على دول الجوار التي استضافت اللاجئين. يجب أن تلعب دورا في تسهيل عودتهم".

وقد تتخذ الولايات المتحدة مقاربة جديدة مع الإدارة المقبلة، كما يرى عضو الائتلاف الوطني السوري هشام مروة، حيث قال: "أميركا ستعيد تقييم وجودها العسكري شرق الفرات وستعتمد بشكل أكبر على الأدوات الدبلوماسية لدعم سوريا جديدة".

في المقابل، يرى رئيس مركز استراتيجيا للدراسات أستاذ العلاقات الدولية فراس النائب، أن "روسيا قد تسعى للحفاظ على موطئ قدمها في الساحل السوري، مما يجعل الصراع حول النفوذ الروسي الأميركي جزءا أساسيا من المرحلة المقبلة".

المعارضة السورية تعلن سقوط نظام الحكم في البلاد

وبحسب المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية جاهد توز، فإن "سقوط النظام يعني انحسار النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما يمثل فرصة لتركيا لتوسيع دورها في شمال سوريا".

أما مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية مهند عزاوي، فيؤكد أن "الاتحاد الأوروبي قد ينشط بشكل أكبر من خلال تقديم دعم مالي لإعادة الإعمار، لكنه سيشترط تحقيق استقرار سياسي وإبعاد المتطرفين عن الساحة".

الدور العربي المطلوب

يشدد النائب على أن "الدور العربي يجب أن يركز على توحيد المعارضة السورية وتقديم خارطة طريق للحل السياسي"، مضيفا أن "أي انقسام داخلي قد يفسح المجال أمام القوى الأجنبية لتعزيز نفوذها".

وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة السابقة باسم المعارضة السورية فرح الأتاسي، أن "رفع العقوبات وتقديم دعم مالي عربي لإعادة بناء البنية التحتية سيكون الخطوة الأهم لتخفيف معاناة الشعب السوري".

أما عزاوي فحذر من "خطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ دولية أو طائفية"، مشددا على أن "الدول العربية يجب أن تضغط للحفاظ على وحدة الأراضي السورية".

أخبار ذات صلة

سوريا.. سقوط نظام الحكم و"تساؤلات بشأن المستقبل"
أين الأسد؟ تكهنات وتقديرات بعد رحلة "الطائرة المختفية"