ظهر زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في قلعة حلب شمال سوريا في خطوة أثارت تساؤلات بشأن أهداف التنظيم الذي يسعى لتقديم نفسه كفصيل سياسي معتدل بعد سنوات من ارتباطه بتنظيم القاعدة.
وفي حديث لـ"سكاي نيوز عربية" يوضح جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أبعاد هذا الظهور وتأثيره على المشهد الأمني والسياسي في سوريا والمنطقة.
هيئة تحرير الشام .. تاريخ من التحولات
استعرض جاسم محمد تطور هيئة تحرير الشام منذ انفصالها عن تنظيم القاعدة وتغيير اسمها من جبهة النصرة.
وأشار إلى أن التنظيم يحاول تقديم نفسه كحركة سياسية معتدلة رغم خلفيته المتطرفة وسجله المليء بالانتهاكات وجرائم الحرب.
وأكد أن تغيير الاسم لا يعني تغيير الأيديولوجيا، مشددًا على أن الجماعة لا تزال تحتفظ بنفس النهج المتطرف رغم محاولات الترويج لعكس ذلك.
ظهور الجولاني.. رسائل داخلية وخارجية
تناولت الحلقة الظهور العلني للجولاني في حلب، حيث أشار جاسم إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز موقف التنظيم داخليًا، وإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الهيئة يمكن أن تكون شريكًا سياسيًا مقبولًا.
وأضاف أن الجولاني يحاول الاستفادة من التحولات الجيوسياسية في المنطقة لتقديم نفسه كقوة محلية يمكن الاعتماد عليها.
الدعم الإقليمي والدولي.. حسابات معقدة
ناقش الضيف دور الأطراف الإقليمية والدولية في دعم هيئة تحرير الشام أو استخدامها كورقة ضغط.
وأشار إلى أن ظهور الجولاني يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متعددة تشمل أوكرانيا، لبنان، وغزة، مما يضيف تعقيدات جديدة إلى المشهد السوري.
وأوضح أن التنظيم يسعى لاستغلال هذه التوترات لتعزيز مكانته، لكنه يواجه تحديات كبيرة تتعلق بماضيه المتطرف وارتباطه بتنظيم القاعدة.
مخاطر إعادة التموضع على الأمن الإقليمي
تناولت الحلقة السيناريوهات المحتملة لتحركات هيئة تحرير الشام وتأثيرها على الأمن الإقليمي.
وأكد جاسم أن التنظيم قد يسبب تصعيدًا داخليًا في سوريا، خاصة في ظل احتمالية تصادم مع فصائل أخرى مثل الجيش الوطني السوري.
وأضاف أن الوجود العسكري للأطراف الإقليمية والدولية قد يعقد جهود تحقيق الاستقرار في سوريا.
السيناريوهات المستقبلية.. استمرار التوتر أم تحول سياسي؟
اختتم النقاش بتحليل السيناريوهات المستقبلية. وأوضح الدكتور جاسم أن السيناريو الأكثر احتمالًا هو استمرار هيئة تحرير الشام في محاولة تحسين صورتها السياسية، مع استغلال الدعم الإقليمي لتوسيع نفوذها.
وأشار إلى أن التركة الثقيلة للتنظيم ستظل عقبة أمام قبوله كشريك سياسي على المدى البعيد.
بين محاولات هيئة تحرير الشام لتغيير صورتها والضغوط الدولية لمواجهة التطرف، يبقى السؤال:
هل ستنجح الهيئة في التحول إلى فصيل سياسي معتدل، أم أن ماضيها المتطرف سيظل عقبة أمام تحقيق هذا الهدف؟