مع اقتراب موعد انتقال السلطة في الولايات المتحدة، تتسارع الجهود لإنهاء الحرب في غزة. إدارة بايدن تضغط للتوصل إلى تهدئة وإطلاق سراح الرهائن، بينما يهدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإجراءات "غير مسبوقة" إذا لم يتم حل الأزمة قبل تنصيبه المتوقع.

"الظهيرة"، استعرض أبعاد هذه التطورات وتأثيرها على الوضع السياسي والميداني في غزة والشرق الأوسط.

ترامب يهدد.. "الجحيم ينتظر الجميع"

تحدث الكاتب والباحث السياسي، إيهاب عباس، عن تصريحات ترامب، التي أطلق فيها تهديدات مباشرة لحماس وإيران ووكلائها، متوعدًا بتحرك عسكري قوي إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل يناير.

وأشار عباس إلى أن تصريحات ترامب تعكس رغبته في الظهور كقائد قوي قادر على حل الأزمات الكبرى، لكنه أضاف أن هذه التصريحات قد تضع الإدارة المقبلة أمام تحديات كبيرة إذا لم يتم تنفيذها.

حماس بين التهديدات والضغوط

تطرقت الحلقة إلى موقف حركة حماس، حيث أشار رئيس مجموعة الحوار الفلسطيني، صادق أبو عامر، إلى أن الحركة تواجه ضغوطًا متزايدة للتعامل مع قضية الرهائن.

وأوضح أن حماس أبدت بعض المرونة، بما في ذلك قبولها بضمانات دولية لتدريج الانسحاب الإسرائيلي من غزة، مما يعكس محاولتها تحقيق توازن بين الحفاظ على مكتسباتها السياسية والاستجابة للضغوط الدولية.

إدارة غزة.. لجنة الإسناد المجتمعي

ناقش الضيوف الاتفاق الأخير بين فتح وحماس لتشكيل لجنة "الإسناد المجتمعي" لإدارة غزة بعد الحرب.

وأوضح أبو عامر أن هذه اللجنة تمثل محاولة لبناء توافق فلسطيني داخلي يعزز من فرص التهدئة ويعيد ترتيب الأولويات.

وأشار إلى أن الدعم العربي لهذه الخطوة سيكون حاسما لضمان نجاحها، لكنه شدد على ضرورة أن تكون اللجنة محايدة وبعيدة عن الانتماءات الحزبية.

بايدن وترامب.. تنافس على تحقيق "الإنجاز"

تحدث عباس عن التنافس بين إدارة بايدن وترامب لتحقيق اختراق في ملف غزة. وأكد أن بايدن يركز على التهدئة وتجنب المزيد من التصعيد، بينما يسعى ترامب لإظهار قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة.

وأشار إلى أن هذا التنافس قد يؤدي إلى تسريع التوصل إلى اتفاق، لكنه قد يضع الأطراف المعنية أمام تحديات جديدة بسبب تضارب الأجندات.

مصير الرهائن.. ورقة تفاوضية أم ضغط دولي؟

تناول النقاش قضية الرهائن الإسرائيليين، حيث أشار عباس إلى أن مقتل 33 رهينة كما أعلنت حماس يعقد الوضع ويزيد من الضغوط الدولية على الحركة.

وأكد أبو عامر أن إسرائيل لن تقبل بأي تسوية دون ضمان إطلاق سراح الرهائن، مشيرًا إلى أن هذه القضية أصبحت نقطة محورية في أي مفاوضات مستقبلية.

دور الوساطات الدولية

ناقش الضيوف الدور المحوري الذي تلعبه مصر في الوساطة بين الأطراف. وأوضح أبو عامر أن القاهرة قدمت ضمانات مهمة لحماس وإسرائيل لتحقيق تهدئة، مع التركيز على إعادة إعمار غزة وإعادة ترتيب الوضع الأمني والسياسي في القطاع.

مستقبل التهدئة.. احتمالات النجاح والفشل

اختتم النقاش بتحليل السيناريوهات المحتملة لمستقبل التهدئة في غزة، وأكد عباس أن نجاح أي اتفاق يتطلب توافقا فلسطينيا داخليا ودعمًا عربيًا ودوليًا، بينما رأى أبو عامر أن استمرار الضغوط الإسرائيلية قد يعرقل أي جهود لتحقيق سلام مستدام.

مع تعقيد الأوضاع الميدانية والسياسية في غزة، يبقى مصير الرهائن ومستقبل التهدئة مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على التوصل إلى حلول واقعية توازن بين المصالح المحلية والدولية.

فهل نشهد انفراجًا قريبًا أم أن المنطقة ستظل رهينة للتوترات؟