في ضوء تصاعد التوترات العسكرية في سوريا، تحرك العراق بسرعة لتأمين حدوده المشتركة مع الجارة الملتهبة.

يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة على المستويين الأمني والسياسي، مع تصاعد المخاوف من تداعيات الصراع السوري على الداخل العراقي.

تعزيزات عسكرية ومراقبة الحدود

أكد وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، في حديث لسكاي نيوز عربية أن الشريط الحدودي العراقي السوري مؤمن بالكامل، مع استمرار فتح المعابر النظامية للحركة بشكل طبيعي.

وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، رفع العراق حالة التأهب ونشر تعزيزات عسكرية شملت 3 ألوية عسكرية واثنين من ألوية الحشد الشعبي.

وأشار العباسي إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار منع تسلل عناصر إرهابية أو انتقال العنف إلى الداخل العراقي، خاصة في ظل تجربته السابقة مع سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من البلاد في 2014.

أخبار ذات صلة

السوداني: سوف نتصدى لأي تهديد يمس أرض العراق وسيادته
هجوم إدلب وحلب.. إعادة رسم خارطة النفوذ في سوريا؟

اتصال هاتفي بين السوداني والأسد

على الصعيد السياسي، أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد لبحث التطورات الأخيرة. ووفقاً للرئاسة السورية، أكد السوداني أن أمن العراق وسوريا مترابط، مشدداً على استعداد بغداد لتقديم الدعم اللازم لمكافحة الإرهاب والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.

مخاوف عراقية من تداعيات الصراع

حول المخاوف العراقية، أوضح المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، في حديثه للظهيرة على سكاي نيوز عربية أن الحدود بين العراق وسوريا لطالما كانت نقطة ضعف أمني منذ 2003.

وأضاف أن الصراع الدائر في سوريا قد ينعكس على العراق في حال تسلل خلايا إرهابية أو امتداد نشاط الميليشيات المسلحة.

وأكد الجبوري أن الحكومة العراقية تواجه تحديات كبيرة في تأمين حدودها، مشيراً إلى أن التحركات العسكرية الأخيرة تُعد خطوة ضرورية لكنها تحتاج إلى متابعة حثيثة لضمان الأمن في ظل تعقيدات الصراع الإقليمي.

التطورات في سوريا.. تأثيرات على دول الجوار

رؤية عسكرية لتطورات الوضع السوري

من دمشق، أشار الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، سليم حربا، إلى أن الأمن العراقي والسوري مترابطان بشكل وثيق.

وأوضح أن تهديدات تنظيم داعش وجبهة النصرة لا تزال قائمة، ما يستدعي تعزيز التعاون بين البلدين للتصدي لهذه المخاطر.

وأضاف حربا أن هناك مؤشرات على محاولات إعادة إحياء تنظيم داعش في المناطق الحدودية بين البلدين بدعم خارجي، مشيراً إلى أن هذه التحركات تتزامن مع الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع الجيش السوري وملاحقة بقايا داعش في البادية السورية.

استنفار أمني في العراق على الشريط الحدودي مع سوريا

التحديات والمخاوف المستقبلية

أكد الخبراء أن الصراع السوري يحمل أبعاداً إقليمية ودولية معقدة، حيث تلعب الولايات المتحدة وروسيا وإيران أدواراً متباينة في هذه الأزمة.

ورأى الجبوري أن العراق بحاجة إلى استراتيجية واضحة للحفاظ على أمنه الوطني دون التورط في صراعات أخرى.

من جهته، شدد حربا على ضرورة التصدي لمحاولات زعزعة استقرار المنطقة، محذراً من أن أي توسع للصراع قد يؤدي إلى تداعيات كارثية تشمل العراق وجيرانه.

وتظل الحدود العراقية السورية في قلب المشهد الأمني الإقليمي، مع سعي العراق لضمان استقراره وسط بحر من التحديات المتشابكة.