دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ وسط تساؤلات حول مدى صموده وقدرته على تحقيق استقرار طويل الأمد.
التاسعة على سكاي نيوز عربية استعرض أبعاد الاتفاق ومآلاته بمشاركة محللين وخبراء سياسيين، من بينهم عبد الله زغيب الباحث السياسي من بعلبك، ونضال كناعنة محرر الشؤون الإسرائيلية.
تفاصيل الاتفاق.. مهام جديدة للجيش اللبناني
وبالحديث عن أبرز بنود الاتفاق، الذي ينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، وتكليف الجيش اللبناني وقوات الأمن بمسؤوليات أمنية حصرية في المنطقة، أوضح عبد الله زغيب أن الاتفاق يتضمن بندًا لتفكيك المنشآت غير المرخصة لإنتاج الأسلحة، مما يشكل تحديًا لحزب الله الذي يحتفظ بنفوذ واسع جنوب الليطاني.
الجيش اللبناني يبدأ الانتشار وسط عودة النازحين
في مداخلة من صيدا، أوضحت مراسلة سكاي نيوز عربية دارين الحلوي أن الجيش اللبناني بدأ تعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني، بالتزامن مع عودة كثيفة للنازحين إلى قراهم رغم الدمار الواسع الذي خلفته المواجهات الأخيرة.
وأشارت إلى أن التحذيرات الإسرائيلية من العودة لم تردع العديد من العائلات عن التوجه إلى مناطقهم.
ردود فعل إسرائيلية.. قلق من عودة حزب الله
وأشار نضال كناعنة إلى أن هناك انقسامًا داخل إسرائيل بشأن الاتفاق، حيث يعتبره البعض فشلًا في تحقيق أهداف الحرب، مثل نزع سلاح حزب الله ودفعه شمال الليطاني.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتفظ بتحذيرات صارمة ضد أي محاولة لعودة حزب الله أو نقل أسلحة إلى جنوب لبنان.
دور إيران.. دعم غير مباشر وحسابات استراتيجية
وبشأن دور إيران في دفع حزب الله نحو القبول بالاتفاق، أكد عبد الله زغيب أن طهران تتجنب التصعيد المباشر مع إسرائيل في هذه المرحلة، لكن لا تزال تدعم حزب الله كأداة لتعزيز نفوذها الإقليمي.
وأضاف أن الضغوط الدولية لعبت دورًا كبيرًا في الوصول إلى هذا الاتفاق.
وحدة الساحات.. هل انتهت أم جُمدت؟
وخلال النقاش تم التطرق إلى مفهوم "وحدة الساحات" الذي تبناه حزب الله خلال الصراع، وهنا أشار زغيب إلى أن هذه الوحدة كانت محدودة في التطبيق ولم تشمل جميع الجبهات التي تدعمها إيران.
وأضاف أن غياب التنسيق الكامل بين الأطراف الداعمة للمقاومة أدى إلى نتائج متواضعة مقارنة بالتصعيد الشامل المتوقع.
اتفاق تحت المجهر الدولي
ويشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل اختبارًا لقدرة الأطراف على الالتزام ببنوده، وسط تحديات ميدانية وسياسية. وأن أهمية دور المجتمع الدولي في ضمان تنفيذ الاتفاق ومنع أي تصعيد قد يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة.