قالت مصادر بالجيش السوري والمعارضة إن مسلحين في آخر جيب للمعارضة في شمال سوريا أطلقوا يوم الأربعاء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش السوري وسيطروا على أراض في أول تقدم من نوعه منذ سنوات.

وقال مصدر في غرفة العمليات التي يديرها تحالف من فصائل مسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، إن الهجوم اجتاح ما لا يقل عن 10 مواقع تحت سيطرة القوات السورية في محافظة حلب بشمال غرب البلاد.

وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس 2020 عندما اتفقت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمسلحين في شمال غرب سوريا.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من مشارف مدينة حلب وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يوجد بهما حضور قوي لجماعة حزب الله اللبنانية، كما هاجموا مطار النيرب شرقي حلب حيث تتمركز ميليشيات موالية لإيران.

ويقول المسلحون إن الهجوم جاء ردا على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقا لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع المسلحين.

أخبار ذات صلة

مقتل "أبو ماريا القحطاني" القيادي بهيئة تحرير الشام في سوريا
المرصد: 4360 قتيلا حصيلة النزاع في سوريا في 2023

 وذكر مصدر عسكري أن الجيش قصف مناطق قرب مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة ومدينتي أريحا وسرمدا ومناطق أخرى في جنوب محافظة إدلب.

ولم تتناول وسائل الإعلام الرسمية في تغطياتها تفاصيل عن المعارك، إلا أن مواقع إلكترونية موالية للحكومة قالت إن الجيش قصف مراكز لهيئة تحرير الشام وقتل العشرات.

وقال شهود عيان إن مئات العائلات فرت إلى مناطق أكثر أمنا على طول الحدود التركية.

وفي وقت لاحق، نقلت رويترز عن مصدر في وزارة الدفاع التركية أن أنقرة تتابع عن كثب التحركات الأخيرة لفصائل مسلحة شمالي سوريا واتخذت كل الاحتياطات لضمان أمن القوات التركية هناك.

وأفادت مصادر أمنية تركية لرويترز بأن "عملية الفصائل المسلحة باتجاه حلب تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب المتفق عليها عام 2019 بين روسيا وإيران وتركيا".

من ناحية ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام شمالي سوريا أوقعت أكثر من 130 قتيلا.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، هدفا للقوات الحكومية السورية والقوات الروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على طول الحدود مع تركيا في شمال غرب سوريا.

ووفقا لما تناولته حسابات على منصة "إكس"، فإن هذا التطور يأتي بعد ساعات من تحذير إسرائيلي لسوريا، ومع تزايد الهجمات ضد القوات الأميركية في سوريا.

أخبار ذات صلة

قتلى عسكريون في هجوم لمتشددين شمال غربي سوريا
قتلى وجرحى في قصف متبادل شمال غربي سوريا

 مسلحو النصرة

من جهته، أشار موقع سبوتنيك الإخباري الروسي إلى أن "جبهة النصرة" شن أمس الأربعاء هجوما عنيفا على نقاط للجيش السوري في أرياف حلب وحماة وإدلب.

وقال الموقع إن مسلحي التنظيمات شنوا هجوما على مواقع القوات السورية وسبق ذلك قصف تمهيدي عنيف بالمدفعية والصواريخ على البلدات والقرى القريبة من خطوط التماس.

وفور الهجوم بدأت مدفعية الجيش السوري قصفا مكثفا على محاور هجوم مسلحي "النصرة"، كما شنّ الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، غارات مركزة على خطوط إمداد الجماعات الخلفية ومرابض إطلاق نيرانها ومستودعات ذخيرة ومقار عسكرية تابعة لها.

ونقل موقع سبوتنيك عن مصدر ميداني قوله إن "مسلحي مجموعات ’العصائب الحمر‘ يقودون الهجوم على أكثر من محور بريفي حلب وإدلب".

وأكد المصدر أن "الرد الناري أسفر عن مقتل عشرات الإرهابيين"، مشيرًا إلى أن "القصف تركز على مرابض المدفعية ومخازن الأسلحة التابعة للنصرة في التلال المحيطة ببلدة دارة عزة بريف حلب الشمالي الغربي".

كما طال القصف السوري محاور هجوم شنّه تنظيما "الحزب الإسلامي التركستاني" و"حراس الدين" على خطوط التماس في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محاور السرمانية القرقور المشيك ودوير الأكراد بريف حماة الغربي وإدلب الجنوبي.

العصائب الحمر

مجموعات "العصائب الحمر" هي الذراع الضاربة وقوات النخبة لتنظيم "جبهة النصرة".

يتميز مسلحوها بوضع عصائب حمراء اللون (أشرطة حمراء) على رؤوسهم.

تم تأسيس "العصائب" على يد الإرهابي أبو اليقظان المصري، حين كان "أميرا شرعيا للنصرة".

تلقى أبو اليقظان المصري تدريبات نوعية على أيدي خبراء جماعة "تكتيكات الملاحم"، التي أسسها أبو رفيق الأوزبكي، قبل أن تنتقل مقاليدها إلى أبو سلمان البيلاروسي، الذي قُتل عام 2017.

أخبار ذات صلة

مقتل "أسامة المهاجر".. انكشاف قيادات داعش يربك التنظيم
إنزال جوي للتحالف الدولي شمال غربي سوريا واندلاع اشتباكات

 حراس الدين

يشتهر تنظيم "حراس الدين" بمقاتليه المتشددين.

يقوده "مجلس شورى" يغلب عليه مقاتلون أردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز.

من بين عناصره: أبو جليبيب الأردني، وأبو خديجة الأردني، وأبو عبد الرحمن المكي، وسيف العدل وسامي العريدي.