بينما تتواصل الجهود الأميركية لتحقيق تسوية تنهي التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على الجبهة اللبنانية، اختارت إسرائيل تصعيد هجماتها العسكرية. استهدفت الضربات الأخيرة مواقع لحزب الله والبنية التحتية في الضاحية الجنوبية، وصور، والبقاع.

وضمن برنامج "رادار" في"سكاي نيوز عربية" ناقش  علي الأمين وحسن الدر أبعاد هذا التصعيد.

وفي مستهل الحلقة، استعرض الضيفان خلفيات الغارات الإسرائيلية التي تأتي بالتزامن مع الوساطة الأميركية التي يقودها آموس هوكستين. فهل تهدف إسرائيل إلى استباق أي تسوية؟ أم أنها تسعى لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض؟

استراتيجية إسرائيل: تصعيد محسوب أم فرض شروط؟

وفي ردهما على تساؤل عما إذا كانت الضربات الإسرائيلية الأخيرة مجرد رسائل عسكرية أم أنها تحمل أبعادًا سياسية أوسع؟ قال علي الأمين إن إسرائيل تهدف من هذا التصعيد إلى تعزيز موقفها التفاوضي، مشيرًا إلى أن الغارات تركز على ضرب كوادر حزب الله ومواقعه الحيوية.

وأوضح الأمين أن إسرائيل تعتمد سياسة "الأرض المحروقة" لتحسين شروط التفاوض.

وأضاف: "إسرائيل تريد فرض معادلة تجعلها الطرف الأقوى في أي تسوية. الضربات ليست عشوائية؛ هي تهدف إلى إظهار القدرة الإسرائيلية على تدمير البنية التحتية لحزب الله وفرض واقع جديد."

وأكد أن هذا النهج ليس جديدًا، حيث سبق لإسرائيل أن استخدمته خلال تصعيدات سابقة، كما في غزة، لفرض شروطها على الطرف المقابل.

مساعي التهدئة تسير على وقع تصعيد عسكري إسرائيلي

 حزب الله في مواجهة الضغوط: قراءة في الموقف اللبناني

من جانبه، أكد حسن الدر أن تصعيد إسرائيل لا ينفصل عن محاولاتها الدائمة للضغط على حزب الله وبيئته الحاضنة.

وقال الدر: "إسرائيل تستهدف المدنيين والبنى التحتية لإحداث شرخ بين حزب الله وجمهوره. الهدف واضح: إضعاف الثقة بين المقاومة وبيئتها."

وأشار الدر إلى أن الغارات الأخيرة جاءت ردًا على هجوم نفذه حزب الله على تل أبيب، حيث قُتل إسرائيلي وجُرح آخرون. واعتبر أن تل أبيب تحاول منع تثبيت معادلة "بيروت مقابل تل أبيب" التي يسعى حزب الله لفرضها.

وأضاف الدر أن إسرائيل تستغل هذا التصعيد للضغط على الوفد اللبناني المفاوض، كما أنها توجه رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها لن تقبل بأي تسوية لا تحقق مصالحها الأمنية والسياسية.

أثر التصعيد على البيئة الحاضنة لحزب الله

تناول علي الأمين التداعيات الداخلية للتصعيد الإسرائيلي، مسلطًا الضوء على الضغوط التي تواجه البيئة الحاضنة لحزب الله. وأشار إلى أن الحرب المستمرة أدت إلى تهجير مئات الآلاف من السكان الشيعة من منازلهم، ما يزيد من حجم الانتقادات الموجهة للحزب داخل مجتمعه.

وقال الأمين: "إسرائيل تحاول استغلال هذه الأوضاع لتعميق الشرخ بين الحزب وجمهوره. رغم ذلك، لا يمكن تجاهل الأسئلة المتزايدة داخل البيئة الشيعية حول جدوى الحرب وتكاليفها الباهظة".

وأضاف أن حزب الله يواجه تحديًا وجوديًا مع استمرار التصعيد، حيث يجد نفسه مضطرًا للتوفيق بين الصمود العسكري وتخفيف الضغوط الشعبية التي تواجهها مناطقه.

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي ضد إسرائيل

معادلة التنازل: بين المصلحة الوطنية والصمود السياسي

في سياق النقاش حول مآلات الصراع، طرح علي الأمين مقترحًا يقضي بأن يعلن حزب الله التزامه الكامل بقرارات الحكومة اللبنانية، معتبرًا أن هذا التنازل الطوعي يمكن أن يحمي لبنان من المزيد من الخسائر.

وقال: "إعلان حزب الله التزامه بالحكومة اللبنانية سيعزز الموقف الوطني وسينقل الصراع إلى مستوى يجعل من الصعب على إسرائيل استغلال الانقسام الداخلي".

في المقابل، رفض حسن الدر هذا الطرح، معتبرًا أنه لا يمكن للحزب أن يقدم تنازلات على حساب المقاومة.

وقال: "المقاومة هي خيار استراتيجي للبنان، والتنازل لصالح إسرائيل أو حتى للحكومة اللبنانية تحت الضغط الإسرائيلي لن يكون حلاً. هذا المسار سيؤدي إلى إضعاف قدرة لبنان على مواجهة التهديدات".

وأشار إلى أن حزب الله نجح في تحقيق مكاسب سياسية ومعنوية في مواجهته الحالية، رغم الخسائر التي تكبدها.

ما هي الخيارات المتاحة؟

وفي نهاية الحلقة طرح سؤال جوهري: ما هي الخيارات المتاحة أمام لبنان وحزب الله في ظل التصعيد المستمر؟

رأى علي الأمين أن الحل يكمن في إعادة تفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية وتوحيد الجبهة الداخلية، مؤكدًا أن إسرائيل تستغل الانقسامات اللبنانية لصالحها.

أما حسن الدر، فشدد على ضرورة التمسك بخيار المقاومة، مع العمل على تعزيز الوحدة الوطنية للرد على الضغوط الإسرائيلية.