بدأت قضية الكشف عن اسم المشتبه فيها بتسريب وثائق الخطة العسكرية الإسرائيلية لضرب إيران إلى جهات في طهران، تثير تساؤلات حول دوافعها في حال أكدت التحقيقات تورطها في الموضوع.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لـ"سكاي نيوز عربية"، إن التحقيق الذي تجريه دوائر الاستخبارات في واشنطن يشير إلى"الاشتباه" بضلوع موظفة كبيرة في البنتاغون.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الموظفة المشتبه بها في عملية تسريب وثائق الخطة العسكرية الإسرائيلية لضرب إيران هي أميركية - إيرانية الأصل وتدعى آريان طبطبائي.
وكانت واشنطن قد فتحت تحقيقا في تسريب غير مصرح به للوثائق السرية التي تتضمن تقييما بشأن خطط إسرائيل للهجوم على إيران، وفقا لثلاثة مسؤولين أميركيين تحدثوا لوكالة "أسوشيتد برس".
كشف مسرب المعلومات
قال المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية"، موفق حرب، إن الشخص الذي سرب هذه المعلومات يظهر أنه يمكنه الوصول إلى هذه المعطيات، ولديه كشف أمني عالي جدا للاطلاع على وثائق سرية أو فائقة السرية.
ويتوقع حرب، أن يتم توقيف المشتبه فيها واخضاعها إلى التحقيق، حيث "لن يكون من الصعب على المؤسسات الأميركية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي كشف هوية من سرب هذه المعلومات".
وأوضح أن في الولايات المتحدة نوعان من التسريب، إما لأغراض تجسسية ويتهم صاحبه بالخيانة العظمى ويتابع بموجب قانون التجسس، أو هناك أشخاص يعتقدون بأنهم يقومون بشيء جيد من خلال التسريب لتجنب حروب.
ويؤكد حرب أن "ما لم يستطع المسرب الوصول إليه هو الاستعدادات الإسرائيلية السيبرانية أو عمليات التجسس النوعية التي لا يمكن رؤيتها في الأقمار الاصطناعية، وهذه هي المعلومات التي تريدها إيران".
أصول إيرانية
يقول موفق حرب إن كل الفرضيات مطروحة في هذه القضية خصوصا وأن المشتبه فيها تشغل مركزا رفيعا في البنتاغون، ولها كشف أمني فائق السرية، وكذلك لها أصول إيرانية.
ويؤكد أن الأصول الإيرانية لموظفة البنتاغون المشتبه فيها بتسريب المعلومات تعقد من الأمر، حيث كان يمكن في حالة أخرى ربط الموضوع بما يشبه ما حصل في قضية "أوراق البنتاغون"، أو تسريب معلومات من قبل شخصيات أميركية لاعتقادهم أنهم يقدمون معلومات يمكنها أن توقف أمرا بعينه.
ويضيف حرب أن "ما يزيد الأمر تعقيدا هو الكشف والحديث عن المشتبهة في رسالة سابقا، حيث من الطبيعي أن تخضع لمزيد من التحقيقات ولكشف أمني فائق السرية من جديد".
ويتابع، أن لا أحد يعرف حاليا هل المشتبه فيها تعمل لصالح الحكومة الإيرانية؟ أم قررت من تلقائي نفسها أن تقوم بخطوة معينة يمكنها من خلالها تجنب حرب واسعة.
قلق واشنطن
يؤكد المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الأمر المختلف في الرد الإسرائيلي على إيران هذه المرة أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أنه يعرف متى وأين ستقوم إسرائيل بضرب إيران، عكس السابق حيث لم تخبر تل أبيب واشنطن بخططها إلا قبل وقت قصير.
ويعتبر أن بايدن يشعر بالقلق من جراء تسريب هذه المعلومات لأن هناك احتمال الاشتباه بأن إدارته هي من سربت المعلومات، خصوصا أنه قال منذ أسبوع أنه بعد أن اتصل بنتنياهو والتقاه يعرف متى وأين ستضرب إيران.
ويتابع حرب، أنه وبعد أسبوع من ذلك ظهرت المعلومات السرية من واشنطن.
كما أشار المتحدث، إلى أن رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، وفور نشر هذه التسريبات اتصل بنتنياهو، وذلك بعد الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية سعت إلى حدوث ذلك لتكسب الوقت، ولكي تحرج إسرائيل وتجبرها على أن تعدل من خططها المتوقعة لضرب إيران.
رسالة تحذيرية
وكان أعضاء في الكونغرس قد حذروا وزير الدفاع لويد أوستن من إبقاء طبطبائي في منصبها في رسالة وجهت إليه في سبتمبر 2023.
وجاء في الرسالة "نحن قلقون من أن فردا يزعم أنه خدم كجزء من عملية إعلامية لوزارة الخارجية الإيرانية يعمل حاليا في منصب كبير في وزارة الدفاع. نحثكم على اتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم المساس بالإدارة".
ويعتبر موفق حرب أنه إذا ثبت أن هذه الموظفة هي التي سربت المعلومات، فهذه رسالة وكأن الجمهورين يقولون للإدارة أنك كنت متواطئة على الرغم من تحذيراتنا.
ويضيف أنه "وبمجرد أن هذه الرسالة وصلت إلى البنتاغون، فإن تحقيقا كبيرا سيكون حصل داخل وزارة الدفاع الأمريكية".
ويشير حرب، إلى أن الصقور في الحزب الجمهوري ومن المؤيدين لإسرائيل، يعتقدون بأن هناك مجموعات سواء في الاستخبارات أو في وزارة الدفاع والخارجية، على الرئيس المقبل أن يطردهم من وظائفهم.