يعتبر يحيى السنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله في رفح، المسؤول الأول عن هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل والذي جلب حربا مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها قرابة 43 ألف فلسطيني.
وكان ينظر إلى يحيى السنوار باعتباره أحد أكثر قادة الجماعة نفوذا، حيث يتمتع بسلطة مهمة بينما يظل مختبئا في الغالب في الأنفاق تحت غزة.
ويقول أشخاص على اتصال بيحيى السنوار إنه غير نادم على هجمات السابع من أكتوبر على الرغم من أنها أشعلت فتيل حملة عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتحويل غزة إلى أنقاض، ووجهت ضربات قاصمة لحليفته جماعة حزب الله اللبنانية.
وبعد أن اعتبر لفترة طويلة مخططا للاستراتيجية العسكرية لحماس في غزة، عزز السنوار سلطته عندما تم اختياره في أغسطس لقيادة المكتب السياسي للجماعة أيضا، حيث تمت ترقيته إلى هذا المنصب بعد اغتيال رئيس الحركة السياسي إسماعيل هنية، في إيران.
وولد السنوار في 29 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس، وتعود جذوره الأصلية إلى مجدل عسقلان قبيل إنشاء إسرائيل عام 1948.
البداية مع حماس
وتم تجنيد السنوار للانظمام إلى حماس وجعله رئيسا لوحدة الأمن الداخلي المعروفة باسم "مجد".
وكانت وظيفته العثور على ومعاقبة المشتبه في انتهاكهم للقوانين أو التعاون مع الإسرائيليين، وهو المنصب الذي أوقعه في نهاية المطاف في مشاكل مع إسرائيل.
يحيى السنوار داخل السجن
سجن السنوار عام 1988 بتهمة قتل 4 فلسطينيين اتهمهم بالتعاون مع إسرائيل، وفقا لسجلات المحكمة الإسرائيلية. وقد أمضى أكثر من عقدين من الزمان في السجن في إسرائيل، حيث تعلم العبرية وطور فهمه للثقافة والمجتمع الإسرائيلي.
وأثناء سجنه، استغل السنوار برنامجا جامعيا عبر الإنترنت وقرأ الأخبار الإسرائيلية.
وترجم إلى اللغة العربية عشرات الآلاف من الصفحات من السير الذاتية باللغة العبرية المهربة التي كتبها رؤساء جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي السابقون.
وقال طبيب الأسنان الإسرائيلي، يوفال بيتون، الذي عالج السنوار عندما كان قيد الاحتجاز والذي كانت له علاقة معه، إن سنوار شارك سرا الصفحات المترجمة حتى يتمكن السجناء من دراسة تكتيكات مكافحة الإرهاب التي تنتهجها الوكالة.
وأكد بيتون أن السنوار كان يحب أن يطلق على نفسه "متخصص في تاريخ الشعب اليهودي".
الهروب مرات عدة
وقد حاول السنوار الهروب من السجن عدة مرات، ومنها محاولة إحداث حفرة في أرضية زنزانته على أمل حفر نفق تحت السجن والخروج من خلال مركز الزوار.
كما وجد السنوار طرقا لتهريب الهواتف المحمولة إلى السجن واستخدام المحامين والزوار لنقل الرسائل، بما في ذلك حول إيجاد طرق لاختطاف جنود إسرائيليين لتبادلهم بالسجناء الفلسطينيين.
وكانت هذه الأنشطة بمثابة نذير للنهج الذي سيتبعه السنوار بعد سنوات عند التخطيط لهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.
بعد السجن
عندما تم إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي في تبادل للأسرى في عام 2011، قال السنوار إن أسر الجنود الإسرائيليين كان بعد سنوات من المفاوضات الفاشلة.
وقال السنوار في ذلك الوقت: "بالنسبة للأسير، فإن أسر جندي إسرائيلي هو أفضل خبر في الكون، لأنه يعلم أن بصيص الأمل قد انفتح أمامه".
وبعد إطلاق سراحه من السجن، تزوج السنوار وأنجب أطفالا.
ولم يتحدث كثيرا عن عائلته في العلن، لكنه قال ذات مرة: "الكلمات الأولى التي نطق بها ابني كانت "أبي" و"أمي" و"طائرة بدون طيار".
فاتورة السابع من أكتوبر
يعد يحيى السنوار المسؤول الأول عن هجوم السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص،معظمهم من المدنيين، واحتجاز 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية،في أشد الأيام دموية منذ إعلان قيام دولة إسرائيل.
وبحسب رويترز، قال أربعة مسؤولين فلسطينيين ومصدران من حكومات في الشرق الأوسط في الأسابيع التي سبقت مرور عام على اندلاع الحرب في غزة،إن السنوار لا يرى إلا الكفاح المسلح سبيلا لفرض قيام دولة فلسطينية.
وردت إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق أسفر عن مقتل أكثر من 42 ألفا ونزوح 1.9 مليون فلسطيني، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية وإحصاءات الأمم المتحدة.
وامتد الصراع الآن إلى لبنان، حيث وجهت إسرائيل ضربات قاصمة لجماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك قتل معظم قاداتها. وقد تنجر طهران، التي تدعم حركة حماس، لحرب مفتوحة مع إسرائيل.
تحت الأرض
عمل السنوار في الخفاء، وغير أماكنه باستمرار واستخدم رسلا موثوقا بهم في الاتصالات غير الرقمية، وفقا لثلاثة مسؤولين من حماس ومسؤول إقليمي.
وعلى مدى أشهر من المحادثات التي لم يحالفها النجاح لوقف إطلاقالنار بقيادة قطر ومصر والتي ركزت على مبادلة سجناء فلسطينيين بالرهائن الإسرائيليين، كان السنوار هو صانع القرار الوحيد.
وكان المفاوضون ينتظرون أياما للحصول على ردود تمر عبر سلسلة سرية من الرسل.
مقتل السنوار
بعد مرور عام و10 أيام على هجوم السابع من أكتوبر، تمكن الجيش الإسرائيلي من قتل السنوار خلال اشتباكات جرى خلالها قتل ثلاثة مسلحين في تل السلطان بمدينة رفح، وتبين لاحقا أن أحدهم هو زعيم حماس يحيى السنوار.