تتواصل الجهودُ الإنسانية لدعم الأوضاع المتدهورة في لبنان وغزة، فيما تتصاعد الدعواتُ لإيجاد مشروع عربي يدعم مفهومَ الدول ويحترم استقلالَها وسيادتها.
أمر عكسته تصريحاتُ المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش الذي قال على حسابه على منصة "إكس" إن المستقبل للأمن والسلام والازدهار يأتي عبر مشروع عربي مستقل ومُتصالِح مع محيطه.
كما أشار قرقاش إلى أن "زمن الميليشيات بأبعاده الطائفية والإقليمية كلف العرب كثيراً".
وللحديث عن هذا الموضوع استضافت "سكاي نيوز عربية" المفكر اللبناني رضوان السيد الذي قال إن "أكبر محطم في العقود الأخيرة للدولة الوطنية العربية هو المشروع الإيراني".
وأضاف: "كل الوقت تقول إيران إنها تتحرش في دولنا لمواجهة أميركا وإنصاف قضية فلسطين، فلا فلسطين استفادت ولا الولايات المتحدة تضررت".
وأكد السيد: "ليس أمامنا سوى مشروع الدولة الوطنية، ليس في الدول المتصدعة فقط بل في فلسطين أيضا".
وتابع: "إذا أعادت إيران التفكير بشكل جدي في سياستها تجاه المنطقة سنتعاون معا لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وتحرير فلسطين".
وفيما يخص الوضع في لبنان تحديدا، قال السيد: "في الظرف الحالي وتحت النار من الصعب استغلال الفرصة في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية".
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين رويوران إن "إيران ومحور المقاومة بأكمله متصالح مع فكرة الدولة الوطنية".
وقال رويوران: "أي حديث عكس ذلك هو تجني على هذا المحور، ألم تشارك حماس في الانتخابات وأرادت أن تكون الأمور ضمن إطار الدولة، أليس حزب الله جزءا من العملية السياسية ويملك إلى جانب حركة أمل أكبر كتلة برلمانية".
وأَضاف: "وفي سوريا من أراد ضرب الدولة الوطنية وإنشاء المليشيات هل كانت إيران أم الأطراف الأخرى التي جاءت بمن هب ودب من التكفيريين من كل أنحاء العالم".
بدوره، قال الإعلامي والباحث السياسي، عماد الدين أديب إن "إيران دولة مهمة في المنطقة وترتبط تاريخيا وجغرافيا بمكانة مهمة، ومن الغباء السياسي مناطحة أي طرف للآخر، العربي مع الإيراني أو العكس".
وأضاف: "المشكلة أن لدينا 3 دول غير عربية في منطقة الشرق الأوسط وهي إيران تركيا وإسرائيل، ثلاثتهم يريدون إدارة صراعتهم وتحقيق مصالحهم على المسرح العربي".
وتابع: "أهم مواصفات الدولة الوطنية أن تحترم سيادة جيرانها ولا تفرض على أن أنصارها أن يكون لها تيار يأتمر بأمرها".
وفيما يخص الوضع في لبنان، قال أديب: "اغتيال قادة حزب الله قد يوجد شهر عسل سياسي يمكن من خلاله النفاذ لاختيار رئيس للجمهورية لكن، هذا الرئيس سيأتي على دولة مفلسة وأزمة اقتصادية وتواجد للقوات الإسرائيلية وهي ملفات صعبة للغاية".