ما الذي ينتظر حزب الله ولبنان؟ الأحداث تتسارع وفي أكثرَ من اتجاه، والترقب يسود لمعرفةما إذا كانت الضربة الإيرانية على إسرائيل ستؤثر على مجرى الأحداث في لبنان.

أما إيران، هل تخلت عن سياسةِ ضبط النفس؟ هذا على الأقل ما قاله المرشد علي خامنئي الذي شدد على أن تلك السياسة لم تعد خيارا مُناسبا بعد أن تحمَّلت طهران ما وصفه بمرارة ضبط النفس، لتأتي ضربة صاروخية إيرانية على إسرائيل بقُرابة المئتي صاروخ.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرُ دفاعه يوآف غالانت، فتوعدا إيران بدفع ثمن الهجوم.

هل تخلت إيران عن سياسة ضبط النفس؟

نتنياهو قال إن إسرائيل لا تتهاونُ حين يتعلقُ الأمر بأمنها، أما غالانت فشدد على أن القدرات الإسرائيلية الهجومية والدفاعية قوية ولم تتأثر بالهجوم.

أما رئيسُ الأركان هيرتسي هاليفي، فأكد أن ذراع إسرائيل قادرةٌ على الوصول لجميع الأعداء في كل الشرق الأوسط.

خيارات السلام

الباحث في وحدة الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، يسري العزباوي، أكد أن المواجهات الأخيرة، أوضحت بأن خيارات السلام أقل بكثير من خيارات المواجهة.

وقال العزباوي لسكاي نيوز عربية: "نحن في مرحلة خيارات السلام أقل بكثير من خيارات الصراع، لأسباب تخص إيران وأخرى تخص إسرائيل".

ووضح العزباوي بأن الوضع القيادي في إيران، يضع القرارات الأساسية بيد المرشد، وليس بيد الرئيس أو سياساته الديمقراطية.

وقال: "الرئيس الإيراني صلاحياته أقل بكثير من صلاحيات المرشد، وخطاب المرشد يطالب بالقضاء على إسرائيل، مما يعني تأجيج الصراع".

ما الذي ينتظر حزب الله ولبنان؟

وكذلك في إسرائيل، يقول العزباوي، إن اليمين المتطرف صعد لأعلى مستوياته، ومعه صعد خطابه المؤجج للصراع.

وقال العزباوي: "خيارات السلام لدى إسرائيل في أقل مستوياتها، بسبب صعود اليمين وصعود التطرف الديني، هذه كلها عوامل للصراع".

أخبار ذات صلة

سفير إسرائيل بالأمم المتحدة:الرد على هجمات إيران سيكون قريبا
وزير خارجية لبنان: نصر الله وافق على وقف القتال قبيل اغتياله

خيارات الحرب

مدير عام قناة سكاي نيوز عربية، نديم قطيش، أكد في حديثه لسكاي نيوز عربية، أن إيران خسرت "خط دفاعها الأول" خلال الحرب.

وقال قطيش: "إيران لديها 3 خطوط دفاع، الأول هو الميليشيات أو الأذرع التي تنتشر في لبنان والعراق واليمن، والثاني هو المشروع الصاروخي الإيراني، والثالث هو السلاح النووي".

وشدد: "إيران خسرت خط الدفاع الأول، بالضربات التي وجهت لحماس وحزب الله، وهو الخط الذي يحمي المشاريع الداخلية".

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية، حسين رويوران، إن إيران "وضعت إسرائيل في مأزق حقيقي، وبما أن إيران دولة مترامية الأطراف، فضربها والتأثير على البنية التحتية لها أمر أصعب بالنسبة لإسرائيل".

إيران وإسرائيل.. القدرات الصاروخية

وشدد: "إسرائيل كانت تطرح موضوع التفوق العسكري، إيران لديها التفوق أيضا. نحن أمام نموذج جديد من الحروب، مثل حرب 2006، وإسرائيل تعاني في التعامل مع النوع الجديد من الحروب غير الكلاسيكية".

ولكن تقدم إيران العسكري، لا يعني بالضرورة ديمومة النظام، حيث أشار قطيش إلى المثال السوفييتي.

وقال قطيش: "إيران تمتلك ما يكفي من الإصرار والمثابرة والتقدم للوصول إلى القنبلة النووية، لكن هناك دائما هوس التقدم التقني لدى العديد من الدول، الاتحاد السوفييتي وضع صاروخا في الفضاء قبل أميركا، لكن هذا التقدم لم يوقف انهيار الاتحاد السوفييتي"، مشيرا إلى أن التقدم الإيراني لن يمنع السقوط المحتمل.

الخيار البري

أكد محرر سكاي نيوز عربية للشؤون الأميركية، موفق حرب، أن العملية البرية الإسرائيلية قد تكون ضرورية بالنسبة لإسرائيل للقضاء على حزب الله.

وقال حرب: "سلاح الجو يمكن أن يقضي على ثلي القدرات العسكرية للخصم، لكن أغلب الحروب تعتمد على الدخول البري للحسم وتحقيق الأهداف، وهذه مشكلة الجيش الإسرائيلي الحقيقية".

وأضاف: "إذا أرادوا فعلا القضاء على قدرات حزب الله تماما، عليهم التوجه لمراكز منصات إطلاق الصواريخ في لبنان، في جنوب الليطاني".

وسقط عدد كبير من الجنود الإسرائيليين قتلى ضمن العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، فيما تستمر المواجهات والضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، إضافة بالطبع إلى الضربات الجوية على الضاحية وغيرها من المناطق.