ضربة تلو الأخرى يتلقاها حزب الله من إسرائيل منذ أيام متواصلة، فتعرُّضُ الحزب لضربات متتالية ودقيقة من قبل إسرائيل، بات يعكس تطورا في مستوى المواجهة بين الجانبين.
من الضاحية الجنوبية إلى استهداف شبكات الاتصالات الحيوية، تظهر العمليات الإسرائيلية قدرة إسرائيل المتقدمة في مجال الاستخبارات والاستطلاع، والنجاح في اختراق حصون الحزب وضرب بنيته التحتية.
هذه الضربات المتلاحقة تضع الحزب أمام تحدٍ جديد في الحفاظ على قوته الأمنية والعسكرية في ظل استهداف نقاط ضعفه بشكل منهجي ومستمر، فإلى أين تتجه المسارات؟
الأرقام تقول كلمتها في الضربات المتلاحقة التي تستهدف حزب الله اللبناني، فالحساب الرسمي للحزب على تليغرام ذكر أن عدد قتلى عناصره ارتفع منذ 18 سبتمبر الجاري إلى 53 عنصرا.
وحدها ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت تسبب بمقتل 16 من أعضاء حزب الله من بينهم قيادات في الصف الأول مثل إبراهيم عقيل وأحمد محمود وهبي هذا بحسب بيانات نعي أصدرها حزب الله.
في حين كشف مسؤول إسرائيلي لأكسيوس بمقتل 20 قياديا من قوة الرضوان في الغارة الإسرائيلية الأخيرة.
والقتلى ليسوا فقط من أعضاء حزب الله فحسب، فقد أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض بارتفاع حصيلة قتلى الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى 31 قتيلا على الأقل من بينهم أطفال وسبع نساء.
وأوضح وزير الصحة اللبناني أن من بين القتلى ثلاثة سوريين بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
الجيش الإسرائيلي قال عقب الضربة إن القادة في حزب الله الذين تمت تصفيتهم كانوا يخططون لهجوم مماثل للسابع من أكتوبر على الحدود الشمالية.
وبحسب رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، فإن الجيش الإسرائيلي اغتنم الفرصة بعد أن علم بعقد اجتماع سري نادر لكامل قيادة قوة الرضوان.
وضربة الضاحية الجنوبية هذه تلقاها حزب الله بعد يومين فقط من تفجيرات هزت اتصال البيجر و اللاسلكي بأيدي أعضائه .
وتفاصيل الجيش الإسرائيلي تقول إنه تم إطلاق عدة صواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت فتحة مرآب في أحد المباني مما أدى إلى تدمير الطوابق السفلية للمبنى بينما كان ابراهيم عقيل قائد وحدة النخبة الخاصة في حزب الله التي تعرف بقوة الرضوان، يجتمع بقادة آخرين داخل المبنى.
ويبدو أن تكرار الضربات والاستهدافات الموجهة لحزب الله جعلته يعيد النظر في الأفراد المقربين من دائرته.
فالتقارير الأميركية تقول إن حزب الله، يجري تحقيقا للبحث عن وجود عملاء لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" داخل الحزب نفسه، وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ذلك يأتي لمحاولة لسد الثغرات الأمنية بعد أن مني الحزب بسلسلة خسائر فادحة طالت قادة بارزين في الصف الأول.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي علي سبيتي:
- حزب الله أكبر من حزب وأصغر من دولة صغيرة، هذا التوصيف يفيد بأن ما يتعرض له الحزب لا يعكس بشكل كبير الفداحة في الخسارة.
- بنيته العسكرية والتنظيمة تتحمل هذا العدد من الخسائر.
- لو كان حزب الله خارج السلطة لقلنا أن الحزب يتصرف خارج منطق السلطة وحساباتها، بل هو اليوم متهم بأنه يقود السلطة.
- سلاح الحزب مشرعن من قبل البيان الوزاري، عندما يتعدل البيان ويحذف المقاومة عندها الأمر يصبح محط جدل.
- حتى السلطة ليس لديها موقف من هذا السلاح، وهناك تحالفات مع حزب الله.
- نحن أمام دولة تصطف بشكل مباشر إلى جانب الحزب في الصراع مع إسرائيل.
- ما تفعله المقاومة فيما يتعلق بأدواتها العسكرية يتم وفق العلاقة الموجودة بين الحزب والدولة.
من جانبه، قال رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين:
- لا شك أن ما جرى يعكس أن صورة القوة والقدرة لدى لحزب الله تهشمت.
- الوقائع تثبت وجود اختراقات جسيمة داخل جسم حزب الله.
- هذه البنية الإيديولوجية للحزب مناخ مناسب لنشوء العملاء.
- حزب الله يمسك بالسلطة وعلى علاقة بها لكن بشكل مناقض للدولة، وهناك فرق بين السلطة والدولة.
- الحزب يدفع ثمن غياب الدولة، لو مرت أجهزة البيجر على الجمركة ووزارة الدفاع ربما كانت انكشفت.
- حياة الحزب قائمة على ضرورة ضعف الدولة.