كان الفتى ضياء العديني واحدا من بضعة فلسطينيين وجدوا مستشفى يعمل في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، بعدما أُصيب في قصف إسرائيلي، لكنه لم يملك وقتا كافيا لاستعادة قواه بعدما بتر أطباء ذراعيه الاثنتين.
وتعين على العديني البالغ من العمر 15 عاما أن يهرب فجأة من المنشأة الطبية المكتظة بعدما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها قبل شن هجوم. واستطاع العديني الوصول إلى مستشفى آخر.
ونزح كثير من الفلسطينيين خلال الحرب، إذ تحركوا في أنحاء القطاع بحثا عن ملاذ آمن، إلا أن الحظ لم يحالفهم في أغلب الأوقات.
وإسراع الأشخاص للحفاظ على حياتهم أمر عسير، لا سيما بالنسبة للفلسطينيين من أمثال العديني الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة ووقعوا في براثن فوضى الحرب، التي اندلعت بعدما شنت حماس في السابع من أكتوبر هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل، التي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص.
وتوفر ذكريات الأيام السعيدة شعورا براحة محدودة من الواقع في قطاع غزة. وقد حوّلت الضربات الإسرائيلية مناطق كبيرة من القطاع إلى أنقاض وسط تدمير مزيد من المنازل في واحد من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض.
وبينما يسير على شاطئ البحر مع شقيقته آية، قال العديني مستعيدا بعض ذكريات الماضي الذي ولى: "كنا نسبح، كنا نتحدى بعض، كنا ننام، أنا وصاحبي محمد السريعي. كنا ننط ونرمي حالنا في المياه".
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 40534 فلسطينيا قتلوا منذ اندلاع الحرب، التي أشعلها هجوم7 أكتوبر. ولا تفرق الوزارة بين المدنيين والمقاتلين في إحصائها للقتلى.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف المسلحين فقط، وتحاول تجنب إيذاء المدنيين، لكن الفلسطينيين يقولون إنه لا يوجد مكان من بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الحرب بين إسرائيل وحماس.