حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه وفدا من الكونغرس الأميركي الأربعاء، من "خطورة تطورات الأوضاع في الضفة الغربية" التي تشهد تصاعدا في وتيرة العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله حذر كذلك خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية في عمان، من أن "هجمات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ستؤدي إلى تأجيج العنف".
وأكد أن "التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة هو الخطوة الفورية التي يجب اتخاذها لوقف دائرة العنف في الإقليم"، مشددا على أنه "لا يمكن للمنطقة أن تبقى رهينة لسياسات التطرف والتصعيد".
كما أكد "ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بدور أكثر فاعلية في الدفع لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع، وإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".
وبحسب البيان تناول اللقاء "جهود التوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة".
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية موسّعة في مدينتي جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية سقط خلالها حتى اللحظة عشرين قتيلا وجريحا.
وذكرت مصادرُ إعلامية فلسطينية أن قوات الجيش الإسرائيلي حاصرت المستشفيات الثلاثة في جنين وأخرجتها عن الخدمة عبر تجريف الشوارع المؤدية إليها وإقامة سواترَ ترابيةٍ بمحيطها.
هذه العملية العسكرية التي أدت لسقوط قتلى وجرحى فلسطينيين، تعد الأكبر منذ بداية حرب غزة، إذ تتم تحت غطاء جوي كامل خاصة المسيرات، وبمشاركة قوات من الشاباك وحرس الحدود، إضافة لوقوات سرية تستخدم أساليب احتيالية لتضليل المسلحين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
مسؤولون إسرائيليون يقولون إن مايحدث في شمال الضفة الغربية هو الوقت المناسب لاقتلاع ما سموه جذور الإرهاب من الضفة.
الغليان العسكري الحاصل في الضفة تزامن مع تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اتهم فيها إيران بالسعي لإنشاء جبهة ضد إسرائيل في الضفة، على غرار غزة ولبنان، من خلال تمويل وتسليح المقاتلين.
كاتس رفع لهجة التصعيد وحض الجيش على التعامل مع ما سماه التهديد بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع غزة بما في ذلك الإجلاء المؤقت للسكان من الضفة.
تصعيد يتزامن مع توقيت بالغ الدلالة، فهناك مفاوضات لوقف الحرب بشأن غزة، وجبهة شمالية متوترة مع حزب الله اللبناني، وتهديدات إيرانية متواصلة.
وقالت حركةُ حماس إن العملية العسكرية الموسّعة للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية هي محاولة عمليَّة لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة في قطاع غزة.
واعتبرت الحركة في بيان أن التصعيد في الضفة نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب عن انتهاكات إسرائيل الصارخة لكافة القوانين الدولية، واستهدافها المتعمّد للمدنيين العزل.