رسائل متناقضة قدَّمتها طهران خلال الأيام الفائتة في ملفات المنطقة الشائكة، لتبرز سياستها المُنتَهَجَةُ في قضايا محورية مثل اليمن وفلسطين وملفات السلام والعلاقات مع دول الجوار.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قال إن طهران ليس لديها أي خلاف مع أحد وهي تبحث عن السلام لكنه أردف أنها ستقف بوجه الظلم.
وتحدث عن ضرورة وضع خطة مع دول الجوار لتوحيد المواقف، معتبرا أن العقوبات الأميركية لن يكون لها تأثير إذا وطدت طهران علاقاتها مع نحو 16 دولة من دول المنطقة.
إذا، على مسارات الدبلوماسية تارة والتصعيد تارة أخرى ترسم إيران خارطتها السياسة، لكن الخط المعلن يقول، إن أولوية الحكومة الجديدة تتمثل بتحسين العلاقات الإقليمية والدولية.
وبين سلامٍ يُنادي به بازشكيان مع دول الجوار يبزز صوتٌ من داخل حكومتِه يناقضه تماما، فوزيرُ خارجيتِه عباس عراقجي تحدث عما سمَّاها دبلوماسيةَ المقاومة، مؤكدا أن دعم الوكلاء في المنطقة سيكون على رأس الخطط الإيرانية.
وفي هذه السياق، قال أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور علي العنزي إن:
- عندما عادت العلاقات بين السعودية وعدد من دول مجلس التعاون مع إيران، عادت على أسس عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى وحسن الجوار.
- نحن أمام حكومة إيرانية جديدة برئاسة بزشكيان الذي قال بإنه سيحسن علاقاته مع دول الجوار.
- في بعض الأحيان نشهد تناقضا في التصريحات الإيرانية وتصريحات عراقجي تثبت ذلك.
- دول المنطقة تريد أن يستقر الوضع في المنطقة، العالم على صفيح ساخن وهذا ما يستوجب التنسيق والتعاون وعدم التدخل بالشؤون الداخلية من قبل إيران.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة إيران دبلوماتيك الدكتور عماد أبشناس إن:
- حركات المقاومة اليوم لا تعمل ضد دول المنطقة بل تعمل ضد الاستعمار الأميركي والإسرائيلي في المنطقة.
- المشكلة الأساسية هي زرع الكيان الصهيوني من قبل بريطانيا وأميركا، وكل الفتن سببها هذا الكيان.
وفي ملف القضية الفلسطينية، تنتهج إيران سياسةَ الكيل بمكيالي، الأول يؤكد دعمَ التهدئةِ ووقفِ إطلاق النار وينادي بضرورة التوصل إليه بسرعة.. هذا ما أكده وزير الخارجية عباس عراقجي.
وعلى المسار الثاني يؤكد الوزير الإيراني كما ذكرنا أن نهج دعم المقاومة مستمر وبقوة في ظل حكومة إيران الجديدة.
ولم تخلُ المواقف الإيرانية من انتقاد رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس، إذ اعتبرت وكالة تسنيم بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجد في اغتيال إسماعيل هنية، فرصة مناسبة، لشغل منصبِه كرمز لفلسطين على الساحة الدولية وفقا لتوصيف الوكالة الإيرانية ولجلب اسمِه مرةً جديدة إلى الواجهة.
وبحسب تقرير لوكالة "تسنيم"، فإن عباس، زاد بشكل ملحوظ من حِدة حَراكِه السياسي خلال الأسبوعين الأخيرين بزيارة تركيا والمملكة العربية السعودية وسط مطالبَ بالسماح له بزيارة غزة.
وفي ملف اليمن، وفي خطوة تُمثل تصعيدا دبلوماسيا، أعلنت وسائلُ إعلام حوثية أن وزير الخارجية في حكومة الحوثي غيرِ المعترف بها تسلمَ أوراق اعتماد سفير طهران الجديد علي محمد رمضاني.
ووصف مراقبون الخطوةَ بأنها تصعيدٌ جديد ورسالة تؤكد عدمَ احترام طهران للقرارات الدولية، وتُعد رسالةً سلبية من طهران فيما يتعلق بمسار السلام اليمني.
وحول هذين الملفين قال أبشناس: "لا أرى أي نقد لتركيا في دعمها لحركة حماس والانتقادات تتوجه فقط إلى إيران".
وأضاف: "السفارة الفلسطينية في طهران هي مندوبة السلطة الفلسطينية ويتم تعيين السفير من قبل السيد محمود عباس، إيران لديها علاقات جيدة مع عباس، وفتحت المجال لفتح ومنظمة التحرير للتعاون معها".
وأضاف: "إيران عينت سفيرا في صنعاء، وصنعاء هي عاصمة اليمن".
في حين قال العنزي: "ما يؤخذ على إيران هو إضعاف الحكومات الرسمية من خلال دعم بعض الجماعات فهناك نوع من الازدواجية تدعم الحكومة من هنا وتدعم الجماعات من هناك".
وأضاف: "هذا النهج الإيراني أعتقد أنه يثير الكثير من التساؤلات حول ما تم الاتفاق عليه مع طهران حول احترام سيادة الدول الأخرى، نأمل من إيران أن يكون دورها إيجابي في دعم الحكومات حتى تقف بوجه العدوان".
وتابع: "الدولة الوحيدة التي تعترف بالحكومة الموجودة في صنعاء هي إيران، كل الدول تعترف بالحكومة الشرعية اليمنية، الحوثي استولى على صنعاء وسيطر عليها".