قال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان شبل صحباني، إن الوضع الصحي بعد ما يزيد على 15 شهرا من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع "خطير للغاية".
وأضاف صحباني في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "نحو 80 بالمئة من المرافق الصحية في النقاط الساخنة للنزاع لم تعد تعمل، بسبب نقص القوى العاملة الصحية وتكاليف التشغيل ونقص الإمدادات الطبية والهجمات على المنشآت الصحية".
وتابع: "المؤسف أن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية آخذة في الازدياد، وقد تحققت منظمة الصحة العالمية من 85 هجوما عليها أسفرت عن 55 وفاة وإصابة 104 من العاملين الصحيين والمرضى، منها 19 هجوما في الشهرين الماضيين".
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن النزوح لا يزال مستمرا من السودان من جراء القتال العنيف، إذ نزح 13 مليون شخص منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023، مما قلل من فرص حصولهم على الرعاية الصحية.
وأوضح أن "من بين هؤلاء، يحتمي 10.7 مليون شخص في مواقع النزوح داخل السودان، في حين لجأ 2.3 مليون شخص إلى البلدان المجاورة".
وسبق أن اعتبرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن النزاع السوداني يسبب أكبر موجة نزوح في العالم، مشددة على أن الخسائر البشرية المدمرة للنزاعات يجب أن تدفع إلى اتخاذ إجراءات فورية.
5 أمراض
الوضع المتدهور لم يتوقف عند هذا الحد وفق صحباني، الذي أشار إلى الإبلاغ عن تفشي 5 أمراض على الأقل، هي الكوليرا والملاريا والحصبة والتهاب السحايا وحمى الضنك.
وقال صحباني إن الوضع السائد أدى إلى العديد من المخاطر الصحية، بما في ذلك زيادة أعداد المرضى، مدللا على ذلك باكتشاف أكثر من 11 ألف حالة كوليرا، و1.6 مليون إصابة ملاريا، وحوالي 95 ألف حالة مشتبه بها لحمى الضنك، و4920 مريضا بالحصبة، و134 حالة لالتهاب السحايا.
وأضاف: "تعمل منظمة الصحة مع السلطات المحلية على الاستجابة لانتشار هذه الأمراض من خلال توفير الإمدادات وتوفير مشورة الخبراء"، مشيرا إلى "تخزين الإمدادات مسبقا في المناطق المعرضة للفاشيات والفيضانات لمنع تفشي الأمراض التي يمكن أن تفاقمها الأمطار الغزيرة".
جنبا إلى ذلك، كشف ممثل منظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف السودانيين، أي نحو 25.6 مليون شخص، يعانون انعدام الأمن الغذائي الذي صار يشكل أزمة حقيقية، مضيفا: "المرض والجوع مزيج قاتل يعرض الناس للموت".
ما عدد القتلى الرسمي؟
- تتباين الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إزاء رصد عدد ضحايا الحرب حتى الآن.
- تعتبر منظمة الصحة العالمية أنه نظرا لتدهور الوضع، فإن تحديد عدد القتلى بسبب العنف يمثل تحديا كبيرا.
- قال ممثل المنظمة إن البيانات التي جمعوها تشير إلى مقتل 19117 شخصا منذ 15 أبريل 2023.
- فيما يتعلق بالوفيات الناجمة عن تفشي المرض، جرى الإبلاغ عن 309 حالات وفاة بسبب الكوليرا، و108 بسبب الحصبة، و75 بسبب حمى الضنك، و172 بسبب الملاريا.
- تواجه حوالي 7 آلاف امرأة حامل خطر الوفاة في الأشهر المقبلة، إذا لم يكن بإمكانهن الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، كما قال صحباني.